دور رياضي في بناء بلدي
جمال احمد عديلة - القدس
عندما كتبت كلمة بعنوان " سقط القلم " بعد ترحيل القائد ياسر عرفات، وكتبت ما قبل انتخابات المجلس التشريعي كلمة بعنوان ( الى بلاد الموز يا وطني " صوماليا " )، انتقدني الكثير من الزملاء بأن لا بد لي من تلوين الافق عوضاً عن السواد الذي اطرحه في آخر النفق، ، وما كنت لاكتب ذلك سوى لرؤيتي المحدودة لمجريات الاحداث التي لم تبشر بخير في حينه، وتسأل البعض عن دور الحركة الرياضية فيما كتبت وأكتب !
الحركة الرياضية هي مجتمع كامل يضم في طياته كافة شرائح المجتمع من شيوخ ورجال ونساء واطفال، ولدى الحركة الرياضية من تأثير مجتمعي يفوق اي تنظيم سياسي او ديني اذا ما تم استثماره بمنطلق وطني حريص على تنمية القدرات وتثقيف الافراد بالمبادىء الوطنية وتفعيل روح العمل التطوعي.
في وضعنا الحالي هنالك مسؤولية كبيرة على حركتنا الرياضية في استثمار كافة الطاقات المتاحة لتوحيد شرائح مجتمعنا الفلسطيني من خلال طرح نشاطات متنوعة رياضية وثقافية واجتماعية حتى نصل لهدف تدعيم نهج التعددية وتقبل بعضنا لبعض وتحديد المسار الوطني الملتزم.
لا بد من تطوير الاداء الاداري في مؤسساتنا الرياضية، فليس لكل من مارس احد الالعاب الرياضية امكانية ادارة مؤسسة رياضية، فالادارة مدرسة علمية يطبقها افراد لديهم من الشراكة المجتمعية والخبرة العملية والمهنية من الامكانيات ما يكفل تفعيل مؤسساتهم في العديد من المجالات لخدمة مجتمعهم المحلي وتطويره، ولا اقصد بضرورة ان يكون الاداري حاصل على شهادة اكاديمية مع انني افضل ذلك، فالادارة تبنى من خلال مسيرة الانسان الحياتية وحجم خبراته المكتسبة.
هنالك تخوف مقدسي من طبيعة تركيبة الهيئات الادارية في العديد من المؤسسات التي تنحصر في لون سياسي واحد، وهنا اجد من الضرورة في مكان وجود الاطار الوطني لحماية مؤسساتنا وضمان نهجها الوطني، ولكن ليس بالضرورة توظيف مقاعد ادارية دون تخصص واضح بحيث يتم تحجيم دورنا في المؤسسة للمحافظة على اغلبية التصويت فقط، ولهذا هنالك استحقاقات وطنية ومهنية بتوفير الشخص المناسب في المكان المناسب حتى في حال تباين التوجه الفكري او السياسي مع ذلك الشخص لتبقى مصلحة المؤسسة ومجتمعها المحلي صاحبة الاولوية في عملنا. واذا ما توفرت عقلية ادارية وعقلية تجارية وعقلية رياضية في ادارة مؤسسة رياضية واحدة، سيكون ذلك بمثابة ارضية صلبة يمكن استثمارها في المحافظة على ديمومة ومهنية عمل تلك المؤسسة.
الرياضة ليست بطولة، وليست من الفائز. ان الرياضة منطلق وطني كبير يبني الاجيال ويهذبها ويثقفها ليقدمها لكافة القوى الوطنية دون استثناء كشريحه زخمة بالعطاء والانتماء متعطشة لخدمة مجتمعها.
الرياضي ليس فقط بإمكانياته الرياضية حيث ان تلك الامكانيات مؤقتة بطبيعة التغيرات الحياتية، والرياضي الحقيقي هو من يتمتع بأخلاق رياضية ليستثمر امكانياته لتبقى ذكرى طيبة وقدوة حسنة للاجيال من بعده.
وستبقى فلسطين والقدس اولا ...