شريط الأخبار

التوحيد والتكامل.. قولا وعملا

التوحيد والتكامل.. قولا وعملا
بال سبورت :  

خالد إسحاق الغول

المستشار الثقافي لتجمع قدسنا 

في مقالة سابقة، في موقع آخر في جريدة القدس، تناولت النتيجة المفجعة التي تعلن عن القدس مدينة منكوبة ثقافيا، وأشرت إلى معالم هذه النكبة المستمرة، وعبرت فيها عن خشيتي من استمرارها لغياب مؤشرات واقعية تبشر باحتمالات الإنقاذ. ولا اعتقد أن حال الرياضة في القدس أفضل من حال الثقافة. بل هي امتداد لنكبة شاملة لا تستثني أي مجال من مجالات الحياة المقدسية.

 أول معالم نكبتنا الرياضية في القدس، كما هو الحال في المجالات الأخرى، انعدام الرؤية الوحدوية الجامعة واستمرار حالة التشرذم وبعثرة الجهود في أوساط الأندية والهيئات والتجمعات الرياضية في المدينة. وكنا نعتقد أن المناسبات التي تحظى بالإجماع، مثل ذكرى فيصل الحسيني، ربما تكون فرصة لتتوحد العقول والقلوب والنيات. لكن الواقع المر يصدمنا بما يخيب الآمال عندما نرى كيف يتم التعامل مع هذه المناسبات ومع قضايا محورية تستدعي الهدوء والتبصر والمسؤولية والعقلانية والتجرد والنزاهة، وعلى رأسها قضية ترسيخ وحماية المشروع التحرري والإنساني لمدينة القدس بما تحمل من قيمة وزخم ومعان عميقة.

في كل المناسبات والظروف يعبر الجميع عن أمنيتهم في أن تتوحد طاقات وإمكانيات الجميع في سبيل إصلاح الشأن الرياضي المقدسي. ولكن للأسف فان النيات لا تنطبق على الأقوال. مع أن الظروف الموضوعية ورغبات الناس على العموم كلها تدفع باتجاه التوحيد والتكامل والتكاتف، مما يجعلنا نضطر للتساؤل عن سبب وأد الرغبة في توحيد الجهود والإصرار على شرذمتها وتشتيتها، وفي عدم وضع برامج عمل مشتركة بين الأطراف الرياضية القائمة في القدس. وهل هذا الإصرار يعبر عن الموقف الرسمي لهذه الأطراف أم أن خلف الأكمة ما خلفها؟ ثم من حقنا بعد ذلك التساؤل عن سبب الانزعاج من الدعوة إلى توحيد الجهود؟!!

وان كنا نشير ببعض القلق والتشاؤم إلى القسم الكبير من الكأس، فإننا لا بد أن نلتفت إلى القسم المتبقي منه لنعلن عن الاحترام والتقدير إلى كل من يدعو إلى الوحدة وجمع الشمل ونبذ التشرذم والى كل من يقول ( فالقول مهم) ومن يعمل ( والعمل أهم) من اجل وحدة العقول والقلوب والمشاعر والنيات وتكاتف وتضافر الجميع في خدمة الرياضة المقدسية بتواضع ونزاهة واعتراف بالآخر على قاعدة (فلندع ألف زهرة تتفتح في القدس وفي كل فلسطين).

وكل العرفان أيضا إلى من يزرع البذور بصمت كي يأكل الآخرون، ثم يعلن بعد عطاء وعناء عن سجله المفتوح، الذي تعرفه وتعترف به الناس قبل المكاتب الرسمية وغير الرسمية. وكل التبجيل إلى من يدعمون كل جديد، ويحترمون جهود الآخرين ويعترفون بدورهم بكل تواضع وديمقراطية، والى كل إضافة نوعية تصب في مصلحة العمل الجماعي والوحدوي، خصوصا الذين لم يدخلوا الميدان لكي ينافسوا أو يضاربوا، بل لكي يتعاونوا وينسقوا ويتكاملوا مع الآخرين، وليس ذنبهم أنهم يمتلكون طاقات واعدة وينتظرون الفرصة الزمنية الكافية لإثبات حضورهم وفاعليتهم، ولديهم برنامج عمل يستقطب اهتمام الناس، وقرروا التفرغ للعمل الميداني المنتج والفعال والمتراكم، وليس للأقوال والمماحكات وردات الفعل المنفعلة. 

مع التمنيات بأن يشهد المستقبل جهودا جماعية تفضي إلى برنامج عمل جماعي تتكامل فيه المؤسسات الرياضية المقدسية، وتصفو فيه الضمائر والقلوب.

مواضيع قد تهمك