بال سبوت تحاور الخبير والمدرب الدولي الألماني أرمين هابيت
أضواء الرياضة الفلسطينية بمدينة المسيح " عليه السلام " بيت لحم لا تخفت وصوت الرياضة والرياضيين في المدينة لا يكن وكأنه ارتبط بأصوات أجراس الكنائس وتكبيرات المساجد , فقد جرتني أقدامي للمرور من أمام مبني مؤسسة العمل الكاثوليكي وسط مدينة بيت لحم لأقف أمام لوحة فنية ضخمة رسمها الاتحاد الفلسطيني للسباحة والرياضات المائية على بوابة العمل تعلن أنطلاق الدورة الدولية المتقدمة لأعداد مدربي السباحة , فمن دافع فضولي الرياضي تسللت عبر بوابة العمل الضخمة لأقف أمام حلقة دراسية رياضية رسمت ونظمت بدقة وعناء , فالأجهزة والمعدات والمواد التي تم تجهيزها لهذه الدورة من قبل الاتحاد والعمل الكاثوليكي تبين مدى العناء والتعب الذي بذلوه لأطلاق هذه الدورة والتي وأن جاز التعبير تعتبر " دورة أوربية بكافة المعاير، الزميل عدنان الصرعاوي توجه بعدة أسئلة للمحاضر الدولي الألماني أرمين هابيت كان أولها :
كيف تقيم مستوى المشاركين مدربي السباحة في فلسطين ؟
هناك بين المشاركين مستويات عادية وأيضا هناك خامات جيده وذات كفاءة عالية وهناك مجال كبير لتطوير الكادر التدريبي فقد لمست خلال الدورة بأن فلسطين تمتلك مدربين وسباحون مهره وأتمنى الأستمرار على هذا النهج .
هل تعاون الاتحاد الفلسطيني للسباحة معك في هذه الدورة ؟
لقد كان تعاون اتحاد السباحة معي خلال هذه الدورة مثير للغاية , فلقد تخيلت بأن هناك خلية نحل تعمل بعزم وقوة حتى ساعات متأخرة من الليل دون كلل أو ملل والأبتسامة لا تفارق وجوههم ولغة ( اللا ) ملغية من لغتهم ولا ينظرون للخلف وعيونهم نحو الأمام رغبة منهم بتطوير مدربي ورياضة السباحة للوصول لأعلى المراتب في تمثيل وطنهم الذين لمست بهم قوة غيرتهم وأنتمائهم المنقطع النظير له .
كيف تقيم المنتخب الفلسطيني للسباحة ؟
أنهم رائعون بكل معنى الكلمة شغوفين وعطشى لكل ما هو جديد في الوحدة التدريبية , ومن خلال مراقبتي لتدريباتهم لاحظت القوة والأرادة التي يملكونها في أنهاء التمرين على أكمل وجه , وحسب أعتقادي فإذا ما واصل الاتحاد هذا العزم مع المنتخب فخلال خمس سنوات سيكون لهذا المنتخب شأن رأئع على المستوى العالمي .
خلال زيارتك لوزارة الشباب والرياضة واجتماعك باللجنة الأولمبية الفلسطينية فما الذي لمسته منهم ؟
- لقد لمست لديهم الرغبة بالعمل والتطور ولكنهم كما يبدو تنقصهم المقومات الرئيسية في رفع ونهضة الرياضة الفلسطينية من حيث المدربين والبنية التحتية والموارد المالية الضرورية لتطوير أي حقل رياضي , وأود هنا من خلال بال سبورت أن أتوجه لهم بضرورة الأهتمام أكثر برياضة السباحة كرياضة فردية ودعم هذا الاتحاد الفتى والنشيط وأستغلال عزم العاملين به للوصول معهم لرياضة سباحة فلسطينية أفضل كونهم يملكون خامات جيدة في فئات الذكور والإناث .
هل عدد المشاركين في الدورة مقبول ؟
لقد أقمت العديد من الدورات حول العالم ولقد فاجئني عدد المشاركين الذي تجاوز الخمسين مشارك , لمست رغبتهم الشديدة بالتعلم وأكتساب الخبرات ودهشت من المسافات التي يقطعونها يوميا للوصول لمدينة بيت لحم عبر الطرق الألتفافية فلقد أستغرقني نصف ساعة للوصول لمدينة رام الله بينما أستغرق المشاركين ما يزيد عن الخمس ساعات للوصول لهناك .
ما تعليقك على عدم تمكن المدربين من قطاع غزة الألتحاق بالدورة ؟
لقد تأثرت كثيرا لسماعي هذه القصة والتي عايشتها فور وصولي لفلسطين وسمعت المكالمات التي كان يجريها رئيس وأعضاء الاتحاد مع المشاركين الذين أنتظروا طويلا على معبر أيرز للحصول على التصاريح اللازمة من الجهات الأسرائيلية ورأيت بأم عيني مدى تأثرهم لعدم السماح لزملائهم من غزة بالوصول للدورة وبدوري فقد وعدت الاتحاد الفلسطيني للسباحة بأنني سأعمل جهدي بأن تقام الدورة القادمة في قطاع غزة وستكون مخصصة لأعداد مدربين لسباحة المسافات الطويلة .
ماذا تقول عن الشعب الفلسطيني ؟
لقد أيقنت الأن بضرورة عدم تصديق كل ما تسمع فلقد واجهت قبل قدومي لفلسطين عاصفة كبيرة من الأحتجاج والرفض والخوف من قبل الأهل والأصدقاء والذين نصحوني بعدم المجازفة والقدوم لفلسطين في الوقت الراهن نظرا للظروف الراهنة والأختطاف للأجانب , وعلى الرغم من ذلك صممت بداخلي بضرورة خوضي لهذه التجربة وقناعتي الشخصية برئيس الاتحاد إبراهيم الطويل الذي أكد لي مرارا وتكرارا بأن ما تراه عبر شاشات التلفزيون وما تقرأه في الصحف اليومية لا يمثل حقيقة الواقع في فلسطين وقد زادني ألحاحه الشديد رغبة بالحضور لفلسطين من خلال تواجهاته المتواصلة للاتحاد الدولي للسباحة حول حاجة فلسطين لمثل هذه الدورات المتقدمة في رياضة السباحة ولذلك قررت المجازفة والحضور , واليوم وبعد أن عشت الواقع الفلسطيني يوما بيوم من خلال الزيارات التي نظمها الاتحاد لي لمدن بيت لحم والخليل والقدس ورام الله وأريحا والبحر الميت والزيارات اليومية المسائية التي نظمتها لي اللجنة الفرعية للاتحاد في بيت لحم لمنازل العائلات الفلسطينية ترسخت بداخلي قناعة كبيرة كم يملك هذا الشعب من تفتح عقلي وثقافة وكرم , ولعل جل ما لفت نظري كان التسامح الأخوي ما بين الديانات السماويه ما بين المسلمين والمسيحيين والتي أستطيع أن أقول بأنها أخوة صادقة ونابعة من القلب . وحسب رأيي المتواضع فأن السلام لن يعم في المنطقة ما دام الاحتلال قائم ورسالتي للعام بإنقاذ الشعب الفلسطيني من الاحتلال لكي يعيش بسلام وطمأنينة .
هل تسعى لترتيب مشاركة فلسطينية في ألمانيا ؟
بدون شك , لقد وثقت علاقات وطيدة مع اتحاد اللعبة والعديد من المدربين في فلسطين وشخصيا سوف أبذل جهدي لتطوير عدد من هؤلاء المدربين من خلال برامج الاتحاد الألماني للسباحة أو من خلال الاتحاد الدولي للسباحة وأنه سيكون شرف عظيم لنا في ألمانيا أستضافة سباحين فلسطينيين في الفعاليات التي نقيمها هناك .
وفي الختام لا يسعني إل أن أتقدم بجزيل الشكر للأعلام الرياضي الفلسطيني الملفت للنظر في متابعة هذا الموضوع وأتوجه بشكري الجزيل لمؤسسة العمل الكاثوليكي والعاملين بها على حسن الضيافة وشكري العميق لاتحاد السباحة على حسن التنظيم وحسن العطاء .