قبل ان يسقط البرج
احمد البخاري
مدير شبكة ووكالة بال سبورت
هي صرخة مدوية كنت قد أطلقتها قبل اكثر من شهر عبر هذه الزاوية في المقال المعنون " يحكى ان" قلت فيها ان سياسة تغييب وتهميش وتطنيش مؤسسات القدس سيودي بها الى الهلاك والتهلكة والوقوع في أحضان ابناء العم، وأضفت ان هناك أطماعا اسرائيلية في قطعة الارض المقام عليها جمعية وملاعب برج اللقلق في القدس القديمة والتي تبلغ مساحتها تسعة دونمات، وتضم ملعب كرة قدم وأخر للسلة وقاعة للياقة البدنية وأضافات كثيرة.
بعد ذلك قامت بلدية القدس بأنذار هذه الجمعية بقرار هدم الخيمة الكبيرة التي تضم قاعة لياقة بدنية وبناء اجسام وكانت مكانا لتدريب الملاكمة والألعاب الفردية الأخرى مثل تنس الطاولة.
يوم الخميس الماضي أطلق مدير جمعية برج اللقلق عماد الجاعوني صرخة مماثلة ومحذرة لكل مقدسي وفلسطيني ومسؤول ان حافظوا على البرج، وهو الذي يعد جزءا من سور القدس التاريخي الذي أعاد بناؤه السطان سليمان القانوني في العام 1537 ميلادية، وفي البرج نقش حجري يشير الى تلك المرحلة.
نعم هي صرخة كنت قد أطلقتها من قبل وأطلقها الجاعوني وغيري وغيره الكثيرين للحفاظ والرباط في هذا المكان التاريخي المطل على قبة الصخرة، هي صرخة للسلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني والأمم المتحدة التي تسلم رئيسها بان كي مون ملفا عما يحاك للمكان خلال زيارته القدس قبل قرابة الشهر ولقاءه بشخصيات فلسطينية، هي صرخة للمقدسيين من باب ( ما بيحرث الارض الا عجولها) ان حافظوا على البرج ورابطوا فيه قبل ان يسقط كما سقط غيره من قبل.
قبل سنين عشرمضت كانت هناك أطماعا اسرائيلية في المكان ذاته، حيث اقام الراحل فيصل الحسيني ومجموعة من الرياضيين والفعاليات المقدسية خيمة اعتصام كانوا يداومون فيها قياما نياما لمدة عام تقريبا، حيث أفشلوا المخططات التي كانت تحاك انذاك.
هي صرخة مدوية لوزير الشباب والرياضة ايضا الذي يعتبر مسؤولا عن هذا المكان ( النادي) ان يباشر بالتفكير بأقامة منشآة رياضية في الدونمات التسعة، للحفاظ على عروبية وأسلامية القدس.
الوفاء للأوفياء
ها قد اسدلت الستارة عن دورة الراحل احمد عديلة الرياضية، وبدء الأستعداد لدورة الراحل فيصل الحسيني التي تصادف نهاية ايار القادم، خطوة مباركة قامت بها رابطة الأندية بالتصدي لأقامة دورة رياضية تحمل اسم الراحل فيصل الحسيني، وكان تجمع قدسنا ايضا قد نظم دورة مماثلة العام الماضي ويستعد للثانية.
نعم يستحق منا الراحل فيصل تنظيم نشاطات وفعاليات رياضية وثقافية وتربوية ووطنية ومن اكثر من جهة وفي اكثر من محافظة من محافظات الوطن، فهو الذي عمل من اجل نابلس وغزة ورفح والخليل مثلما عمل من اجل العاصمة القدس ومثله ايضا فعل الراحل العسكري احمد عديلة من خلال وجوده في رابطة اندية الضفة الغربية، فهي دعوة مفتوحة لأكثر من جهة لتنظيم فعاليات رياضية وثقافية وايام دراسية، تحت عنوان واحد ووحيد هو " الوفاء للأوفياء" الذين رصفوا لنا الطريق لنعبر.
نعم هو الفيصل الذي نفتقده الان اكثر من اي وقت مضى، هو صاحب خيمة الأعتصام في برج اللقلق المهدد، وهو ايضا صاحب خيمة الاعتصام في جبل ابو غنيم المنهوب، ونفتقد ايضا ابا محمد عديلة الذي عايش فترة الزمن الرياضي الجميل الذي اخذ نجمه بالآفول منذ سنين، نعم لنكون وفيين للأوفياء ونرد لهم بعضا من الجميل.