شريط الأخبار

ما قبل استراليا وماذا بعدها وما بين الفترتين

ما قبل استراليا وماذا بعدها وما بين الفترتين
بال سبورت :  

طاهر الديسي/ سباح فلسطيني

افتتح هذه المقالة بإلقاء التحية عليكم وتهنئتكم وتهنئة البعثة الفلسطينية بعودتها سالمة إلى ارض الوطن فحمدا لله على سلامتكم أما بعد: يشرفني أن أبارك لفلسطين وشعبها واتحاد السباحة الإنجازات التي حققها أبطالنا في عاصمة السباحة استراليا وفي أقوى المنافسات على المستوى العالمي وبين عمالقة السباحة العالمية فحقا إنها لنتائج تثلج القلوب وترجف لها الأبدان وتنهمر لها دموع الفرح على الأحزان المتراكمة من قهر الحياة وصعوبتها من غطرسة الاحتلال وهمجيته لتجدد هذه الإنجازات الأمل بشمس الحرية وتثبت للعالم اجمع أن الشعب الفلسطيني هو الشعب الذي لا يقهر هو الشعب الأقوى في العالم وانه حقا لمعادلة صعبة في التاريخ بعصوره كافة فهو الشعب الذي اثبت نفسه رياضيا وثقافيا واقتصاديا رغم صعوبة الحياة لينتصر على آهاته وآلامه ويصنع من العلقم عسلا ومن اليوم الأسود شمسا مشرقة ومن الليل الدامس فجرا باسما ومن الفشل نجاحا ومن الانعدام رياضة فهنيئا لك يا فلسطين بشعبك وهنيئا لك باتحاد السباحة وهنيئا لك بأبطال السباحة الذين شرفوا فلسطين وشعبها وزادوا قضيتنا وعلمنا شموخا وعظمة فالرياضة أسمى أنواع النضال وهي بمثابة الرصاص الفلسطيني يطلق في المحافل الدولية ليثبت وجود هذا الشعب على الخريطة العالمية.

 لقد تطرقت الى هذا المدخل الوطني بالمقالة لان هذا الإنجاز إنجاز لفلسطين كلها أما بعد  حين قررت أن اكتب هذه المقالة قررت أن أجمد ما بداخلي من عواطف حتى لا اتهم من جديد بأنني عنصري أو ما شابه فإنني اعلم أن نقطة ضعفي هي العاطفة الزائدة التي املكها وفي هذه المقالة قررت أن اعهد الكتابة لعقلي بعيدا عن العواطف والمشاعر لأحافظ على نقاء قلمي من أي شوائب قد تنجم  .  وبعد هذه المقدمة الطويلة سأبدأ بما ينتظر 

 ربما يستغرب الكثيرون الصمت الكبير الذي مارسته والبعثة في استراليا رغم النتائج الباهرة التي حققتها والتي حطمت توقعات الجميع لها ولكنني لم اشهد يوما بعثة فلسطينية ذاهبة لتمثيل وطننا مصحوبة بهذا الكم الهائل من الانتقادات اللاذعة ولهذا قررت أن ألازم الصمت حتى لا افتح مجالا من جديد للحرب على هذه البعثة لكي لا تؤثر في تثبيط عزائم السباحين وخصوصا أنها كانت تشن ضد أشخاص محددين ومهما كانت الانتقادات ومصدرها ومصداقيتها ومهما كان السقف الذي تنطوي تحته فما هي إلا نوع من الفتنة في اتحاد السباحة الفلسطيني بهدف تدميره وحتى لو اعتبرنا أن الاتحاد مليء بالأخطاء فمن المعيب أن نحلها بتلك الطريقة ومن العجب أن هذه السياسة نتبعها في معظم طيات حياتنا وجوانبها ولعلها احد أهم نقاط ضعف الثورة الفلسطينية وتراجعها فلو أخذنا على سبيل المثال إسرائيل هذه الدولة الديموقراطية بالتعدد الكبير لآرائها ولأحزابها ولكن عند المصلحة العليا للدولة يقف الجميع صفا واحدا حتى لو كان ذلك يخالف العديد منهم بعكس ما يحدث بوسطنا الفلسطيني كل يتربص بالأخر ويحاول أن ينقض الى الأعلى على حساب أخطاء غيره بدلا من أن يعدلها ويصححها فمتى ستسكن هذه الروح نفوسنا.  

 إن معظم الانتقادات التي صاحبت البعثة كانت اعتراضا على تمثيل بعض السباحين الغير كفوئين بالبطولة. أنا أراهن أي شخص أن يضع تركيبة أخرى للبعثة قادرة على أن تحقق نتائج أفضل من التي حققتها البعثة. ولكن حين نفكر بهذا الأمر فأنا اعتقد بأنه من الأجدر أن ننظر الى الموضوع بتعمق وليس بشكل سطحي وأن ننظر الى هذا الجانب بالمنظار الايجابي وليس السلبي فمشاركة السباحين من أكثر من محافظة في الوطن وأن لا يقتصر على محافظة القدس هو الأهم حيث نوفر عهدا جديدا من الانتقادات وبالوقت نفسه ندل على قوة السباحة الفلسطينية وانتشارها وعن تعدد البعثة ذكورا وإناثا فانه لا يقل أهمية وخصوصا أننا نمثل أمام العالم اجمع مما سيعطي طابعا قويا وراقيا عن السباحة الفلسطينية وأنا أتكلم عن هذه الأمور إن لم تكن تؤثر سلبا على السباحة الفلسطينية أو على حساب أي شخص آخر فهنا البوصلة تتغير تماما وأنا بدوري احترم واقدر كل من يكتب انتقادنا لأنه إن دل على شيء فانه يدل على اهتمام ولكن يدا بيد أفضل من تفريق الأيادي للوصول الى منصات التتويج والتي أراها في عيون السباحة الفلسطينية.    

قراءة في نتائج استراليا:

في الحقيقة إن النتائج التي حققتها البعثة الفلسطينية لم تكن متوقعة لأحد لعدة أسباب سأتناولها في طيات كلامي   كما أنها وضعت علامات استفهام وتعجب مختلفة. وأثبتت حقائق كانت خفية والتي سأتناولها عن طريق شرح وضع كل سباح بالتفصيل والمصداقية.

 

فادي عويسات الخَيًًّار الأول للسباحة

في البداية كل الاحترام والتقدير لهذا السباح الكبير الذي ضحى بأهم مراحل عمره ومفصلها ألا وهي الثانوية العامة ليشرف فلسطين وسباحتها فهكذا سباح يجبرنا على احترامه بكل معنى الكلمة وعلى الرغم من لعبئ النفسي والفكري الذي سبق مشاركته وفي أثناء مشاركته ورغم عدم التزامه بفترات تدريبية تذكر سوى القليل منها  قبل سفره بسبب التزامات الدراسة الى انه استطاع أن يحافظ على أرقامه ويحطم العديد منها ناهيك عن كثرة السباقات التي شارك بها استطاع أن يكون ندا قويا للعديد من الأبطال وهنا محتم علينا أن نكرم هذا السباح خير تكريم فكل الاحترام والتقدير لك يا خَيًًّار السباحة الأول وخير ممثيلها بالمحافل الدولية 

 

حمزه عبده قنبلة تفجرت بعاصمة السباحة استراليا

حمزه عبده من مواليد عام 1991 هذا السباح الناشئ الذي نافس من يتقدموه سنا وخبرة وبفارق كبير واستطاع أن يفرض نفسه على خريطة السباحة الدولية رغم حداثة سنه وعمره.أنا اعتبره معجزة فلسطينية بكل معنى الكلمة وقنبلة تفجرت باستراليا لا بل زلزلت استراليا فالله إنني حين كنت أطالع موقع السباحة والصحف اليومية وأقرأ النتائج التي حققها هذا السباح ما كنت لأصدقها حتى أكثر من فرك عيني لعلني مخطئ أو أصابني ضعف في بصري وكنت مجبرا ودائما أن أراجع موقع السباحة الدولي لأصدق انه حقق هكذا أرقام فهنيئا لنا بك يا حمزة فقد أدخلت السباحة الفلسطينية بآمال جديدة ورهانات كبيرة نراهن بها عليك فإلى الأمام.   

 سامي نصار سباح نجح في تحدي الجميع

سامي نصار علم من أعلام السباحة الفلسطينية وقد قلت انه تحدى الجميع ونجح بذلك لأنه واجه الانتقادات التي صاحبت سفره وقد حقق أرقاما جيدة على مستوى البعثة بل ممتازة على مستوى ما كانوا يتوقعونها له فلا اخفي أنني جلست مع الكثيرين الذين راهنوا على أن يستطيع تحطيم بعض الأرقام وحطمها بفارق كبير، سامي نصار سباح المهد ابن بيت لحم الى الأمام فانك تمتلك نفسا اصلب من الصخر.

 

صوت السّباحة الفلسطينية السّباحة زكية نصار

زكية نصار صاحبت الباع الطويل والمشاركات الكثيرة في سياق رياضة السباحة يعطيها لقب صوت السّباحة الفلسطينية   وأقواهم على الساحة الفلسطينية وهي غنية عن التعريف متوقعا لها مستقبلا مشرقا في إعداد السباحات الفلسطينيات فكل الاحترام.

 

صادق ضمرة جمرة تدريبية مشتعلة

 ربما اعتقد كما وردني  أن هذا المحفل الرياضي سيكون الأخير في عهد هذا السباح الكبير بكل معنى الكلمة هذا السباح الذي يرمز الى صوت الشتات الفلسطيني هذا السباح صاحب الخبرة التي لا يكافئها احد من السباحين المحليين فهو صاحب إنجازات ناصعة في عهد الرياضة الفلسطينية والسباحة قصدا أراه الآن جمرة من الخبرة والتدريب مراهنا انه سيخرج أبطال السباحة الفلسطينية مستقبلا فتحية من أعماق الأعماق إليك يا من علمتني الكثير، من يدقق في هذه القراءات يدرك كثيرا من الخفايا التي لم أستطيع أن أظهرها لان الجميع ضحى بما يضاعفها بالكثير

خلف هذه الإنجازات الأستاذان الطويل والتتونجي

 في الحقيقة هنا اعجز عن شكر وتقدير هؤلاء الرجال الذين اعتبرهم صوت الرياضة الفلسطينية ومولدي السباحة الفلسطينية.عطاء متميز وخبرة نابعة من قيادة حكيمة مميزة واليوم يتجدد عطائهم فكل الاحترام والتقدير يا رجال الرياضة الفلسطينية.واكتفي بهذا للعجز عن تقديريكم

 

ما بعد استراليا:

كما قلت سابقا أن النتائج التي حققتها البعثة الفلسطينية تثبت العديد من الحقائق وتؤكد للجميع انه يوجد من يراهن عليه على الساحة الرياضة الفلسطينية وتستصرخ كل شخص بأهمية دعمها على المستويات كافة .اتحاد السباحة قال أن النتائج تبشر بمستقبل واعد إذا ما تلقى السباحون الاعتناء والرعاية والدعم أنا أقول يجب أن يقدم لهم الدعم والرعاية وهنا لا اقصد الدعم المالي بل الدعم الذي في متناول أيدي الجميع ولكننا  لا نبالي به وبناءً على ذلك أوجه وعبر هذا الموقع الرياضي ثلاث نداءات بصوت الرياضيين  الفلسطينيين بصوت الإنجازات الرائعة لمن يهمه الأمر:

 إلى وزارة الشباب والرياضة

 لن انهال بالانتقادات وما شابه ولكن سأتحدث بصوت رياضي بسيط فنحن لسنا مغيبين عن واقعنا المرير ولن نطلب الدعم المالي والشعب الفلسطيني في ضائقة مالية وأوضاع صعبة فنحن كرياضيين نرفض أن نمثل وطننا على حسب لقمة عيش شعبنا ولكن هذا لا يعني التهميش المعنوي بهذا الشكل فإنني أريد أن اذكر الوزارة ووزيرها الجديد الذي نبني عليه آمالنا بان الوزارة هي وزارة الشباب والرياضة وليست وزارة الرياضة أي لا يمكن أن نصل إلى رياضة دون نلتفت إلى الشباب واحتياجاتهم المختلفة والتي لا أستطيع تعدادها وهي معروفة للجميع   .

إلى وزارة التربية والتعليم العالي

عادة تعتبر الدولة بوزاراتها كتلة واحدة تتعاون للوصول إلى أمر ما ووزارة التربية والتعليم في الدولة العربية الأخرى والدولية تمثل دعما كبيرا للرياضة و أراهن أن هذا الدعم ذا فعالية اكبر بكثير الدعم المالي فالرياضي حين يضحي بوقته سوءا بالتدريب ومن ثم بدراسته ليمثل وطنه ويشرفه ويرفع علم بلاده ويرى انه مهمش ويعتبر كغيره من الطلاب فهنا يتمثل الإجحاف فعلى سبيل المثال واقرب الأمثلة في المملكة الأردنية الهاشمية فوزارة التربية والتعليم تقوم بإضافة نسبة من العلامات الدراسية على مجموع امتحان الثانوية العامة لكل عضو منتخب من المنتخبات الرياضية ناهيك عن التكريم المتواصل لهم والإعفاءات الجامعية فانا باعتقادي على الاتحادات الرياضية أن تطالب بهذا النوع من الدعم بدلا من الدعم المالي فان الرياضي حين يرى هذا الاهتمام والتقدير فسيكون بمثابة حافز له فلا اخفي أنني في حديث مع بعض الرياضيين قالوا "مللنا بانعدام الاهتمام" فهنا استصرخكم أن تستغلوا هذا الدعم البسيط الذي بين أيدينا وباستطاعتنا  بدلا أن نكتف أيدينا ونسمع ما اعتدنا سمعاه لان هذا الدعم  النفسي له  اثر بالغ على نفسية الرياضي التي تعتبر مفصل الإنجازات .

إلى اتحاد السباحة

أوجه هذا النداء لاتحاد السباحة وأنا لا املك أدنى شك أن الاتحاد لم يقصر ولن يقصر اتجاه هذا المبدأ، بداية كل سباح هو بمثابة مشروع وهذا المشروع بيد الاتحاد أو أنادي واللذان يتحكما في إنجاح هذا المشروع أو إفشاله ومن يريد أن يصل بالمشروع إلى أعلى المراتب فانا أؤكد انه قادر وفي الرياضة عامة وحسب اعتقادي وعلى سبيل المثال السباحة تنقسم إلى قسمين الأول هو مشروع السباحة حيث يتركز هذا المشروع على تطوير الرياضة نشرها وزيادة عدد ممارسيها ومشجعها وان مؤمن بان اتحاد السباحة استطاع أن يبدع بهذا المشروع. المشروع الثاني وقد بدأنا نلمس أطرافه لا وهو مشروع سباح حيث يتركز الجهد هنا على إعداد سباح والوصول به للمراد وفي العيد من الدول تشكل لجان خاصة لمتابعة السباحين المستهدفين وتوضع خطط طويلة الأمد لذلك وحتى في بعض الأحيان يتم عزلهم عن المشاركات الخارجية حتى يصلوا للمراد والفت انتباه اتحاد السباحة بالتركيز المركز على من يعتقد انه قادر على الوصول إلى الطموحات والأهداف وان لا يتم عتق هذا الأمر إلى النادي والتعامل وفق خطط طويلة الأمد وأنا مؤمن إننا سنصل إلى الأفضل بتركيز جل جهدنا على سباحين قلة ولكنهم يثمروا ذهبا في نهاية المطاف.

مواضيع قد تهمك