شكرا مستر بيل
احمد البخاري
مدير شبكة ووكالة بال سبورت
شكرا لهذا الامريكي الأصل والفصل والمولد " المستر بيل" الذي لا اعرفه ولا يعرفني، ولم يطلب مني ان اكتب شاكرا او مادحا او قادحا، اما سبب الشكر وهو ما قام به هذا الرجل الذي لا ينتمي لشعبنا ولا لأمتنا بصلة قرابة او نسب حسب علمي، فقد قام هذا الرجل بالتبرع لأعمار وأعادة تأهيل ملعبا كرة السلة الداخلي والخارجي التابعان لنادي اهلي القدس الذي يقع في قلب العاصمة القدس وبكلفة قد تتجاوز المليون دولار بربع المليون.
هذا الامر يفرحنا كمقدسيين ويحزننا في آن واحد، يفرحنا ان هناك من يتطلع لخدمة وأعمار مؤسسات مقدسية تخدم ابناء المدينة الذين لا يملكون ملعب كرة سلة مغلق الا هذا الملعب اليتيم الذي تعود ملكيته بالأصل لعائلة الحسيني العريقة، وما يحزننا ان نرى المال الفلسطيني والعربي مغيب عن مؤسسات القدس، وأقصد هنا مال رجال الاعمال والمستثمرين والأغنياء الفلسطينيين المقيمين بالخارج الذين تربطهم بفلسطين روابط الدم والقربى والحسب والنسب، وهم اقرب لها من المستر بيل، وأيضا مال البنوك الفلسطينية الموجودة في رام الله ونسبة من مدخراتها تعود للمقدسيين، فلما لا تذهب نسبة من ارباح هذه المدخرات لتعود بالفائدة على ما تبقى من مؤسسات فلسطينية صامدة في المدينة.
يحزننا ايضا ان نرى الملياردير اليهودي "موسكوفيتش" المقيم في الولايات المتحدة يبتاع البيوت والأراضي في القدس العربية ليسكن فيها المستوطنون، ويحزننا ان لا نرى "موسكوفيتش" عربي ومسلم وفلسطيني يقوم بمثل ما قام به الموسكوفيتش والسيد بيل.
يفرحنا ان نرى هناك دور كبير وفعال للمؤسسات والجمعيات الاهلية الفلسطينية في القدس طالما ان الجهات الحكومية الفلسطينية لا تستطيع العمل بالمدينة لأسباب احتلالية، ويقع على عاتق هذه المؤسسات مهام كبيرة وجسيمة في اعادة ترميم الانسان المقدسي قبل الحجر، وربما يجب عليها القيام بما عجزت عنه المؤسسات الحكومية.
يفرحنا ان يخصص وزير الشباب والرياضة د. باسم نعيم ما مساحته مائة دونم من الأراضي المحررة في قطاع غزة " نتساريم" لأقامة اول مدينة رياضية كاملة عليها.
ويحزننا ان ينسى الوزير الدكتور مثل ما نسي باقي اسلافه في المنصب الوزراء السابقين اقامة ملعب او ( مليعب) وهو أصغر من ملعب في القدس العاصمة التي لا يوجد بها ملعب معشب او غير معشب سوى ملعب المطران الذي لا يصلح للعب فيه.