يحكى ان .....
احمد البخاري
مدير شبكة ووكالة بال سبورت
يحكى ان عدد كبير من (علية القوم) وكبار المسؤولين اطلع على ما كتب العبد الفقير لله على صدر القدس الرياضي في الاسابيع الاربعة الماضية، وان ما كتب قد شنف الآذان وراق للبعض واغضب البعض الاخر وتوشح وجهه بالسواد وكشر عن ما بقي له من آنياب ذئبية.
ويحكى ان الكثير ممن شنفت آذانهم سألوا بسرور ان زدنا مما عندك، لعل هناك معتصم اخر يسمعك ويسمعنا كما سمع المعتصم صرخة المرآة العمورية حين استجارت به صارخة (وامعتصماه) فقاد لها الجيوش الجرارة وحررها من آسرها.
ويحكى ان البعض الآخر ممن لم يعجبه ما خط قلمنا قال وفي قوله بعض الصدق، ان ما صرف على بعض المؤسسات المقدسية التي تحمل يافطات "وهمية" في السنين العشر الماضية يبني قدس جديدة، فأين هذه الأموال واين هذه المؤسسات وما الذي قدمته.
ويحكى ان حكومة الوحدة الوطنية العتيدة وضعت القدس نصب عينيها وانها حين أدت اليمين الدستورية امام السيد الرئيس امس الاول السبت في غزة ورام الله وكان ( الفيديو كونفرنس) يجمع الأشقاء الوزراء وضع كل وزير يده اليمنى على المصحف الشريف فيما وضعت وزيرة السياحة يدها اليمنى على الانجيل وبعد اداء القسم نقلوا نفس اليد على مجسم القدس الشريف قائلين (انها القدس) الأمانة التي سنضعها في رقابنا ولن نفرط بالأمانة، وسنعيد البسمة لكل طفل وكهل وشاب ومؤسسة وناد واتحاد يرعى الشباب ، سنعيد صرف المخصصات لمؤسساتها العاملة الصامدة ، لا الوهمية وصاحبة اليافطات الكاذبة.
ويحكى ان حركة كفكف المقدسية قد احتجت لعدم مشاورتها وتعيين ممثلين عنها في حكومة الوحدة الوطنية بحجة ان الحركة طالبت بثلاث الى اربع مقاعد لأبناء العاصمة الابديةوعليه قرر مجلس حكماء كفكف ان يمارس نشاطاته السلمية في صفوف المعارضة الشعبية.
ويحكى انها القدس التي مر بها ومنها الأنبياء والفاتحين والشرفاء والغزاة والأشرار والأحرار ، وفيها آم سيد الرسل بالأنبياء ومنها عرج للسبع سموات، ومنها ايضا رفع المسيح للسماء، وفي ازقتها وحواريها عاش الرئيس الشهيد وصحبه الشهداء، وفي جبلها المكبر كبر الخليفة عمر وأعطى الأمن والأمان لكنائسها ورهبانها وفي المكان ذاته أقام ابناء العم حديقة رنانة خلابة فيها من الزهور ما ابدع الخالق فيها عشب اخضر وورد احمر أطلقوا عليها اسم (التايليت)، ومن معالم القدس بيت الشرق المغلق منذ سنين وموظفيه الذين لا يتقاضون رواتبهم منذ شهور، وفيها كانت تصدر صحف يومية واسبوعية منها: الفجر والشعب والعودة والبيادر والقدس الأنجليزية، وفيها كانت للدراسات جمعية، وللأسير ناد، وللتجار غرفة لها شهبندر، وللموظفين والخريجين اندية أضحت مغلقة، وللجمعيات اتحاد، وللخرائط مركزا، ولكفكف مكتبا ولقدسنا تجمع.
ويحكى والله اعلم ان ابناء العم يريدون للقدس ان تصبح بعد عقدين من الزمن ذات اغلبية يهودية ونصبح نحن فيها الأقلية وذلك في العام خمس وعشرون بعد الألفية الثانية، وفي هذا العام بالذات نظمت مدارس دولة فلسطين المستقلة رحلات مدرسية الى القدس لطلبتها الابتدائية والأعدادية، وبعد ان تجول الطلاب في الحرم القدسي الشريف وأدوا الصلاة جمعا وقصرا "لأنهم على سفر" اطلعوا على معالمه ومصاطب الشهداء فيه، سأل احدهم استاذه عما بداخل احدى الغرف القريبة من باب القطانين فقال الاستاذ هنا يرقد الراحل فيصل الحسيني الذي كان في ذلك الآوان وزيرا لشؤون القدس في اول حكومة فلسطينية في العصر الحديث بعد ان عادت السلطة الوطنية ارض الوطن ايامها كان هناك وزراء مقدسيين في الحكومات الفلسطينية العشر المتعاقبة وملفا للقدس ومرجعية لها، وسأل طالب اخر عن الجسر الجميل المعلق عند الباب الذي يلي باب السلسلة فأجاب الاستاذ هنا كانت تلة ومدخل للحرم تدعى تلة المغاربة، ومن ثم اكمل الطلاب رحلتهم صوب كنيسة القيامة وبعد زيارتها وقفوا امام المكان الذي صلى فيه الخليفة الفاروق خارج الكنيسة وسمي فيما بعد بمسجد عمر، وبعد ذلك قام الطلاب بجولة لأبرز المعالم الأثرية التي كانت ناشطة وفاعلة قبل هذين العقدين من الزمن، وتبدء الزيارة الى اكبر ( موول) تجاري في المدينة الذي يعلو خمسة وعشرون طابقا فوق الأرض وفي الطابق الاول منه لافتة صغيرة مثبتة تقول هنا كان ملعب المطران وبجانبه كانت اقدم مؤسسة رياضية تخرج منها الاف الرياضيين وكانت تسمى آنذاك جمعية الشبان، ويستكمل الطلاب الرحلة ويمروا بالشوارع الجديدة ويقول لهم المرشد السياحي المرافق هنا كان بيت الشرق، وهنا كان يقع نادي القدس، وهناك في الحقل الجميل الذي يسمى كرم المفتي كان نادي الخريجين وقبله بمئات الأمتار كان نادي الموظفين وبعده كان معهدا رياضيا عربيا، وبجانبه بالتمام كان النادي الأرثوذكسي العربي المغلق منذ سنين، وعند الباب الجديد كان للدلاسال نادي، وفي الطور وبجانب مشفى المقاصد كان نادي جبل الزيتون، وفي سلوان بنى ابناء العم مستوطنة بعد ان تقاسموا ارضها مع لاعبي أعرق ناد مقدسي، وفي البلدة القديمة بنيت مستوطنة هي الآولى من نوعها وهي ملاصقة لنادي برج اللقلق داخل سور البلدة القديمة الذي يحتضن البلدة وسكانها بحنان في باب الساهرة فأصبح السكان يحتضنون السور ويخافون عليه من العابثين.
ويحكى انه كان هناك مقرا لاتحاد الجودو والبودو والرماية والسباحة والسلة والجلة، وملعبا للنادي العلاني، وهناك ايضا كان مسرحا وطنيا يحكي فيه الحكواتي قصص عنتر وعبلة وبعدها الشاطر حسن والجنية، ومكتبا للمؤسسات الوطنية ومبنى للمدرسة العلانية.
ويضيف الحكواتي انه والطلاب حطوا في اريحا قادمين من القدس، وبعد ان ركبوا في القطارات الهوائية التي يقودها سائق عن بعد وتسمى (التلفريك) صعدوا فيها وبها الى جبل قرنطل واستمعوا من راهب الدير لقصة الصيام وانه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان، ومن ثم استمتعوا بمناظر شجر الجوز والموز وأشار لهم المرشد بيده قائلا: هناك بنى هشام بن عبد الملك قصرا لا ابدع ولا اروع ليستجم في اريحا بقيت منه هذه المعالم تعالوا لنقف عليها وننظر على ما بقي منه من اطلال.