شريط الأخبار

فرجت

فرجت
بال سبورت :  

 

احمد البخاري

مدير شبكة ووكالة بال سبورت

حسبت اننا خرجنا من نسل امة لا تقرأ وان قرأت لا تفهم وان فهمت سرعان ما تنسى، ولكن ردود الفعل والاتصالات التي جائتني على المقالين الأخيرين المنشوران في القدس الرياضي، غيرا وجهة نظري واصبحت متيقنا اننا نقرأ ونفهم ولا ننسى.

فالمقالات التي كتبتها خلال الاسبوعين الأخيرين على صفحات القدس الرياضي العزيزة اتت أكلها وثمارها، فهناك تحرك فلسطيني لأنقاذ ما تبقى من مؤسسات فلسطينية ما زالت تكابر ( وتناطح) من اجل بقائها في المدينة وتم تشكيل لجنة لذلك، وهناك ايضا ردود افعال عربية ودولية على ما كتبت، فقد وصلتني ردود من جزر القمر والمالديف والكناري تشجب الوضع المأساوي التي تعيشه المؤسسات المقدسية سواء المهجرة او الصامدة، وهناك ردود ووعود من سكان الأرخبيل في اندونيسيا بدعم تلك المؤسسات، اما الأصدقاء من قبائل الزولو في افريقيا فقد اخذوا منحى عملي ووعدوا بتقديم تبرع عاجل عبارة عن اسود ونمور وافيال وربما زرافات قصيرة الرقبة لأقامة (Zoo ) وهي مشتقة من اسم القبائل، وتعني حديقة حيوانات يصرف ريعها على المؤسسات التعليمية والصحية والرياضية وما يتبقى يذهب للمسرح الوطني الفلسطيني الحكواتي، وتغطية الاجرة المتأخرة للمدارس الستة ودفع رواتب موظفي واطباء المركز الصحي العربي وما يتبقى يغطي ايجار الآندية ومستحقات الأرنونة المتراكمة على اندية الهلال وجبل الزيتون واتحاد الجودو والقدس والمكبر وبيت صفافا والمعهد العربي، واستئجار مقر لتجمع قدسنا لتلتئم الاتحادات الرياضية فيه وفتح مستشفى يخدم سكان العيزرية وابو ديس والسواحرة لأن سكان البلدات هذه لا يحبون الوصول لمستشفى المقاصد او المطلع لانهما يقعان على أعلى قمة جبل الزيتون في القدس والطريق الموصلة اليه كلها ( طلوع)، وليس لآنهم لا يمتلكوا تصاريح دخول لمدينة القدس كما يشاع، وربما يصرف ما يتبقى من مال على تكملة مشروع المجمع الرياضي في عناتا وتعشيب استاد القدس في العيزرية ولو ان ذلك يعتبر ترف رياضي من قبل رئيس نادي العيزرية يحيى بصة لأنه يعلم اننا نملك خمسة ملاعب معشبة في القدس بما فيها استاد السلام والذي كان يحمل اسم الرئيس الراحل ياسر عرفات لكن ابن العم بيرس الذي ساهم مركزه باعمار وتعشيب الملعب قال ليكن اسمه استاد السلام طالما ان السلام قد عم وطم، وسوف يعاد اعمار ملعب المطران ليكون صالحا للأستعمال الآدمي ويعطى جزء من المبلغ لجمعية الشبان المسيحية التي قامت بتأجير مبناها ليصبح فندقا من ذوات الخمس نجوم، وسوف يوزع ما تبقى لجميع الأندية الفلسطينية التي انهكت ماليا من الدوري، لكن هذا الامر مرتبط بعودة الدوري اولا.

اما الرد الأقوى على كتاباتي فقد جاءني من المتحدث باسم ( الدول المانعة )، الذي أكد رصد هذه الدول مبلغ مليار دولار امريكي عدا ونقدا للمؤسسات المقدسية واولها الصحية والتعليمية والرياضية ومنها بطبيعة الحال بال سبورت، حيث اكد ان نصف هذا المبلغ سيذهب لبال سبورت وستصبح هذه البال سبورت من أقوى المنافسين لجميع قنوات الجزيرة الأخبارية والرياضية والوثائقية لكن فيما عدا قناة الأطفال والتي ليس بأمكاننا منافساتها، ولكن وضع هذا ( الناتق ) شرطان الاول ان ترحل هذه المؤسسات من القدس، بسبب ان هذه الدول غير مصرح ومسموح لها العمل في القدس، والثاني وهو الاهم ان اتوقف عن الثرثرة الفاضية بحسب قوله.

فيما افاد مراسل وكالة بال سبورت في كابل عن الناطق الرسمي باسم الزعيم الأفغاني حميد كرزاي ان كرزاي وحين كان يقيم في امريكا كان قلبه دائما يهفو صوب بيت المقدس والأقصى، وانه حين قرأ مقالتي بعد ان ترجمتها الصحف الأفغانية الزميلة قرر على الفور التبرع بالاف الأشتال التي تشتهر بزراعتها افغانستان ويقوم الأقتصاد الأفغاني عليها فقلت في نفسي والله فكرة وها هي قد فرجت، لكن الصديق ماجد علوش الذي يدير مؤسسة الصديق الطيب لمعالجة الأدمان على المخدرات حذرني وغيري من قبول هذا العرض، قائلا سامحه الله ان حيازة هذه الأشتال قد تودي الى السجن والتهلكة، ومحصولها يودي بشبابنا الى الأدمان، وأضاف انه لا يوجد عنده ميزانية لتغطية اجرة مقره في القدس وزيادة عدد طاقمه الوظيفي وجزء منهم لا يحملون هوية القدس في حال زاد عدد المدمنين والذي بالأصل آخذ بالزيادة في المدينة، وخوفا من هذه الاسباب التي ذكرها علوش قد نضطر للأعتذار من الرئيس الأفغاني ورفض هديته ونحرم المؤسسات من العطايا.

اما مرشد الثورة الايرانية اعتبر صمود الفلسطينيين في وطنهم هو نيابة عن الامة جمعاء، ووعد انه اذا ما تشكلت الحكومة الجديدة ومن لون واحد فقط ولم يحدده سيغدق المليارات علينا ونعيش في بحبوحة ما بعدها بحبوحة ونعيد فتح المؤسسات التي اغلقت في القدس، اما الرئيس الايراني احمد نجاد فقد نقل مراسل بال سبورت في طهران انه وعد فيما اذا نالت فلسطين استقلالها التام فسوف ينشئ لنا مفاعلا نوويا للأستخدام السلمي شبيها بمفاعل بوشهر الايراني بغرض مكافحة البطالة المقدسية، واعلن انه سيقيمه في حي ( بو حطة ) بمحاذاة الحرم القدسي الشريف، وهو طبعا يقصد باب حطة ولكن لفظها باللغة الفارسية، وهنا تملكتني الحمية القبائلية لاني اريد هذا المفاعل السلمي في مسقط رأسي في حارة السعدية المجاورة لباب حطة.

اما عن بيت الشرق وباقي المؤسسات المقدسية المغلقة التي ذكرتها برسالتي الاولى للرئيس الشهيد، فقد وصلتني اخبار شبه مؤكدة ومن مصادر عليمة عن قرب اعادة افتتاحها فهناك اتصالات حثيثة ومجدية، ولكن توقفت باللحظة الأخيرة لسفر الوفد المفاوض الأسرائيلي في جولة استكشافية لكوكب المريخ او زحل ( لست متاكدا بالضبط)، للكشف عن اراضي فارغة لأقامة احياء راقية للسكان المقدسيين العرب، فالميزان الديمغرافي للمقدسيين اخذ بالأزياد، وعزا خبراء هذا الازدياد بفعل نسبة الفحولة المرتفعة التي وهبها الله للمقدسيين، فيما خالفهم بذلك خبراء الأقتصاد والجبر والحاسوب مدعين ان السبب هو نسبة البطالة العالية لدى المقدسيين، والكساد التجاري الذي تعيشه المدينة، فيقوم المقدسيين بملئ اوقات فراغهم بعمل مجدي ومثمر، وعلماء الدين افتوا ان هذا الامر احياءا للسنة النبوية الشريفة حسب الحديث الشريف ( تناكحوا تكاثروا اباهي بكم الامم يوم القيامة)، وانا بصراحة اميل للأراء الثلاثة، فما الضير من اعمار الكواكب الجارة.

وقبل ان تأتيني المكالمات التالية والتي كنت اجهل مصدرها ايقظتني زوجتي قائلة: ما الذي كنت تهذوا به طيلة الليل من هرطقات، فقلت بعد ان صحيت من نومي انشاء الله خير لعلها فرجت من اوسع ابوابها.

مواضيع قد تهمك