شريط الأخبار

محافظة منكوبة

محافظة منكوبة
بال سبورت :  

احمد البخاري

مدير شبكة ووكالة بال سبورت

قبل ان استكمل الكلمة التي بدأتها الاسبوع الماضي، ولكي لا يساء فهمي أقصد بكلمة المحافظة في هذا العنوان المدينة وليس مبنى المحافظة او كادرها الذين نكن لهم الاحترام والمحبة، فهم نشطوا في العام الماضي بشكل لافت دونا عن سواه من الاعوام الماضية الكثيرة.

   ما قادني للأستمرار في الكتابة لهذا الأسبوع وبعد انقطاع عنها، هو اللقاء الذي جمعنا بمستشار سيادة الرئيس محمود عباس لشؤون المحافظات السيد حكمت زيد، هذا الاجتماع الذي دعت اليه النائبة المقدسية النابهة والناشطة جهاد ابو زنيد واقيم في مخيم شعفاط قبل ايام  وحضر الى جانب المستشار عطوفة محافظ القدس ونوابه ومدراءه وامين سر اقليم فتح في القدس صلاح الزحيكة والنائب الدكتور عبد الله عبد الله والنائب السابق حاتم عبد القادر، وحضر الكثير من مدراء ومسؤولي المؤسسات المقدسية.

   وهنا سأقوم بدور الراوي الذي يخط ما سمعه وليس بدور احد مسؤولي المؤسسات المقدسية التي اغلقت ابوابها لعدم وجود اجرة المقر وتركت خلفها ديون مستحقة واصبحت هذه المؤسسة لاجئة معززة مكرمة في احدى المؤسسات الصحفية المقدسية وفيما اذا اغلقت هذه المؤسسة ايضا ممكن ان تصبح مكاتب بال سبورت على درجات باب العامود وفي الهواء الطلق.

   سمعت في هذا اللقاء من السيدة الفاضلة اعتدال الاشهب مديرة التربية والتعليم في مدينة القدس عن الوضع التعليمي الصعب في المدينة وعن صعوبة وصول المعلمين لمدارسهم، وان هناك ست مدارس مقدسية لم تدفع اجرة مبانيها لأصحاب الملك، وسمعت منها عن تدني رواتب المعلمين، والأزدحام في الصفوف المدرسية وغير ذلك الكثير في الوقت الذي تفتتح فيه مدارس سخنين العديد من المدارس في القدس كل عام، وسمعت من استاذنا عبد الرحيم بربر رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في القدس كيف ان اتحاد الجمعيات الذي كان يعين المقدسيين ويقدم لهم المساعدات اصبح بحاجة لمن يعينه، وسمعت من احمد سرور مدير المركز الصحي العربي في القدس ما لم يسره او يسر احدا من الحاضرين كيف ان اكثر من ستين موظفا لم يحصلوا على رواتبهم منذ اشهر طويلة في الوقت الذي يزداد افتتاح المراكز الطبية التابعة لصناديق المرضى ( كلاليت وشقيقتها ليئوميت) في المدينة، ويضيف سرور الذي يشغل ايضا منصب رئيس رابطة اندية القدس عن الأوضاع السيئة والمعاناة التي تعيشها الاندية المقدسية والتي بعضها بات مهددا بالأغلاق، وسمعت من رئيس تجمع قدسنا للاتحادات الرياضية ان الاتحادات الرياضية في المدينة لا تمتلك مقرا لها، وان المقر الوحيد الذي يملكه اتحاد الجودو لم تدفع اجرة مقره منذ سنوات، وان هاتفه مفصول لعدم القدرة على دفع الرسوم، وعاتبني امين سر نادي جبل المكبر عبد الرؤوف عويسات لعدم ذكر ناديه ضمن الاندية التي تئن تحت وطأة العجز المالي وكذلك فعل امين صندوق هلال القدس مفيد جبر الذي يعاني ناديه اوضاعا مماثلة، وسمعت في هذا اللقاء ايضا كيف ان العديد من الأندية اصبحت  تتجه نحو مركز بيرس لمساعدتها ماليا، وسمعت ايضا ان الجانب الأسرائيلي يضخ ما قيمته 200 مليون دولار شهريا للقدس الغربية، وسمعت من رئيس اتحاد المعلمين محمد صوان كيف انه لا يستطيع تأمين اجرة مقر المركز التعليمي الوحيد في المدينة الذي يخدم قطاع الطلاب المقدسيين، وسمعت من النقابي رياض جبران عن نسبة البطالة العالية لدى الشباب المقدسيين، وسمعت من امين سر مكتب المؤسسات الحركية حازم غرابلي ان هناك اندية تشد الرحال صوب مركز بيرس، وسمعت من جميل الدويك ان مؤسسة الرازي التي يديرها تشحد خط كهرباء من مكتب جارهم النائب حاتم عبد القادر بعد ان لم يجدوا ثمن فاتورة الكهرباءالتي قطعت عنهم، وسمعت من النقابي مناويل عبد العال انهم لم يجدوا اجرة مقر اتحاد النقابات الواقع في شارع صلاح الدين، وسمعت ... .

   جميع ما ورد اعلاه سمعه معالي المستشار بصدر رحب، وأجاب ان السلطة لا تملك المال حاليا، ووعد بدراسة ما سمعه ورفع التوصيات به، وطالب بتشكيل لجنة لدراسة احتياجات المدينة رغم ان القاصي والداني يعلم هذه الاحتياجات، ووعد بتقديم بضع عشرات الالاف من الدولارات لعدد من هذه المؤسسات.

   على كل الأحوال وبعد الذي سمعته انا والحضور اصبحت متيقنا ان مدينة القدس تملك المؤهلات ليطلق عليها اسم (محافظة منكوبة)، فهي مستهدفة ببشرها وشجرها وحجرها منذ اربعة عقود بالتمام والكمال، وتجارها يشكون من الضرائب والكساد التجاري، ومسجدها الأقصى الذي كان في خطر بوشر بهدم جدرانه وتلاله الخارجية ، وما تبقى من قطاعي التعليم والصحة مستهدف ايضا، وما تبقى من مؤسسات شارفت على الأغلاق، وجدار الفصل العنصري التف حولها كالأفعى وقطع اوصالها وجعلها جزرا متناثرة، ومسجدها الأقصى لا يدخله الا من بلغ من العمر نصف قرن فما فوق، اليست هذه صفات مدينة منكوبة، الا يجدر بالرئاسة وبرئيس الحكومة المكلف وهو الرياضي الذي يغدق العطايا على الاندية والاتحادات الرياضية في المحافظات الجنوبية وبمستشار الرئيس لشؤون المحافظات، الا يجدر بهم اطلاق اسم المدينة المنكوبة على زهرة المدائن.

مواضيع قد تهمك