جمال احمد عديلة – القدس

أي زمان وأي مكان وأي نضال وأي وطن نعتاشه اليوم، في ظل استباحة المحرمات، وللخيانة مبررات ...،   فأي زمان ينتظرك يا احمد؟

   وطنياً غاب ابا عمار وكان آخر الثوار، وانهار الحلم ورملت زهرة بيت المقدس التي انتظرت على مرمى حجر لترفع وشبل راية بلادي من على اسوار بيت المقدس، رملت بأيدي ابناء وطني في غزة هاشم السمراء...

  اجتماعيا غابت روح التطوع من قلبي واجيالي،  فأي وطن تبنى ؟  وأي ثورة تمضي ؟ وتبقى تعشق القمر فهو مخيمك القادم ...

  دينياً غابت روح التسامح واصبح الدين تهمة، واصبح الدين تنظيماً، واصبح الدين سلعة ...

   ثقافياً غابت الندوات والدراسات والحفلات، تجهلنا بأيدينا فعشقنا الجهل وكدسنا الشهادات ...

   رياضياً جميعنا خبراء، وجميعنا المسيح المنتظر، وليس منا من لدية برنامج عمل ...

   صحافياً غابت صحافتنا في ظلال الجدران فهي المتهمة بالتآمر ما لم تخدم توجهاتنا، وغاب دورها الشفاف ليلتهمها الضباب ...

   مقدسياً غاب فيصل ولم تنجب امهاتنا فيصل آخر ... ولم يبقى سوى الجدران العتيقة ليلتهما السرطان ... وتقوقعنا صغاراً في ظلال جدار من وراء جدار ...

    ورقة التوت ... سقطت ... ولم يلتقطها أحد ... فأي عورة وعورة سنغطي ... ومنا من تباهى بأن لا عورة له ...

    يا احمد : عذراً لواقع ومستقبل اسود صنعته ايادينا الملطخة بدماء الشهداء، وخيانتنا لاسرانا في المعتقلات ...

   عذراً فلسطين فنحن شعب لا يستحق الحياة ما دام دم اخي مستباحا بيدي...

   بني ... انت وامثالك ستواجهون الحقيقة وانتم من سيحمي البيت والقدس والوطن...اما نحن فنستحق الشفقة وادعوا لنا بالرحمة ...

والآن .... سقط القلم.