محمد أبو تريكة عندما يخرج عن النص...

كتب محمود السقا- جريدة الايام
كثيراً ما طالبت بتكريم يليق بكل مَنْ يتفضل، مشكوراً، بدعم فلسطين، أكان مادياً أم معنوياً أم عينياً.
التكريم هو عبارة عن شكر وتقدير وعرفان بالدور الذي يبادر اليه الداعمون، غير آبهين ولا مهتمين بردات الأفعال على مواقفهم النابعة من قناعاتهم، وتتسق مع مواقفهم الثابتة والصلبة، ولا تتغير او تتبدل وفقاً للمكاسب والأهواء والعواطف والميول.
هنا تقفز الى الواجهة مئات الأسماء، التي لم تتأخر، ولم تتردد في دعم فلسطين وقضاياها.
نجم مصر الدولي والنادي الأهلي السابق، ومحلل قنوات "بي إن سبورت"، محمد أبو تريكة، يتصدر القائمة، فهو لا يترك أية مناسبة او سانحة من شأنها الانتصار لمظلومية الفلسطينيين الا ويسارع باتجاهها.
منبر شبكة "بي إن سبورت" مؤثر، لأن مئات الملايين تحرص على متابعته في طول الوطن العربي وعرضه وحتى خارج اسواره.
في الاستوديو التحليلي الذي سبق لقاء نهائي الدرع الخيرية بين ليفربول وكريستال بالاس الانكليزيين، خرج محمد أبو تريكه عن النص، وحلّق في فضاءات بعيدة عن أجواء التحليل الفني للقاء الذي آل في محصلته الاجمالية لصالح كريستال بالاس بركلات الترجيح بعد التعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما في الوقت الأصلي.
كانت فلسطين وقضاياها وشهداؤها البررة، ومن ضمنهم الرياضيون، ومنشآتها وبناها التحتية التي تحولت الى ركام وأطلال حاضرة عند أبو تريكه، فلم يتردد في قرع أجراس الحقائق والتذكير بها عبر الكشف عن اعداد الشهداء الرياضيين، الذين اصطادهم جيش الاحتلال برصاصه وطائراته ومسيراته وصواريخه وحصاره القاتل، واستدراجهم لمصائد الموت، ما افضى الى سقوط 760 شهيداً رياضياً، من بينهم 420 لاعباً كروياً، ولم يكتف أبو تريكة بالوقوف عند اعداد الشهداء بل أشار الى تدمير 140 منشأة خاصة بكرة القدم، ومثلها تخدم العاباً أخرى كالصالات ومقرات الأندية.
مواقف محمد أبو تريكة جديرة بلفتة تكريم أرى من الضرورة المسارعة باتجاه ترجمتها عبر قنوات وأطر "الرسمية الرياضية الفلسطينية".