"في المرمى"... ورحل أبو أشرف
كتب فايز نصّار- القدس الرياضي
بعد أولمبياد اتلانتا 1996جاب رئيس اللجنة الأولمبيّة الفلسطينيّة الراحل أحمد القدوة عدة محافظات، وكانت الخليل احدى محطات جولته، حيث التقى بقادة الحركة الرياضيّة في المحافظة الكبرى بمقر مجمع النقابات العماليّة.
يومها كان حديث الحاج مطلق ذا شجون، وشرح بالتفصيل تحدِّيات الرياضة الفلسطينيّة بعد أول مشاركة في الأولمبياد، ملخصاً ضيق اليدّ، وقلة الامكانيات، بقوله: "البيض ما بنقلى بضراط"، مشيراً إلى أنّه يعمل مع فريقه على توحيد الصف الرياضي، والاستعداد لأولمبياد سيدني.
كان التصفيق حاراً، وكانت الإشادة غير مسبوقة، ولم يخرج عن سياق الكلام المباح إلا صاحب هذه الكلمات، وبطل المصارعة في الزمن الجميل طالب غيث، والرياضي الراحل ماجد العسيلي، الذي استفزه قول القائد الأولمبيّ والكشفيّ بأنّ "الأندية والمراكز مجرد دكاكين".
أعجبت مداخلة المرحوم أبو أشرف الكثيرين، وصفقوا لغضبه الرياضيّ، الذي يعبر عن حرقة فلسطينيّة صادقة، تعلمها الجودوكا الفلسطينيّ الشهم من أجداده الأيوبيين، الذين جاءوا إلى فلسطين مع محرر القدس صلاح الدين.
بعد ذلك، تعرفت أكثر على المرحوم العسيلي، الذي يُجمع من عرفوه على دماثة ونبل أخلاقه، وتفانيه في خدمة الحركة الرياضيّة من عدة مواقع، ناهيك عن ابتسامته التي تكاد لا تفارق محياه.
كان المرحوم أبو أشرف من طلائع أبطال الجودو في فلسطين، وشرب أصول اللعبة من منابعها في العاصمة القدس، قبل أن يساهم في نقلها إلى خليل الرحمن، من خلال تأسيس فرع للجودو في نادي شباب الخليل، الذي كان عضواً في هيئته الإداريّة، وفي عدد من لجانه العاملة، وخاصة أيام رفيق دربه المرحوم خضر القواسمي، فيما كانت له بصمات مؤثرة في كثير من المؤسسات، في مقدمتها نادي بيت الطفل الفلسطينيّ، الذي كان أحد مؤسسيه.
وساهم المرحوم العسيلي في وضع اللبنات الأولى للاتحاد الفلسطيني للجودو، وعمل بتفانٍ مع أيقونة الجودو المرحوم هاني الحلبي، وكان نائباً لرئيس الاتحاد أيام الحلبي، ومع الرئيس السابق معاوية القواسمي، الذي ساهم بعلاقاته المحليّة والدوليّة في توسيع آفاق رياضة الجودو عربياً، وآسيويّاً، ودولياً.
يذكر من عرفوا أبا أشرف الرجل بالخير، ولا ينسون شغفه بالرياضة، حيث مارس الجودو، وكرة القدم، وعدة رياضات أخرى، وخاصة الجري، إذ كان حريصاّ على الجري لمسافات متوسطة، حتى في سفرياته الخارجيّة، وروى لي أكثر من رياضيّ مشاهدتهم لأبي أشرف يركض خلال زياراته للصين.
رحم الله الرياضي ماجد العسيلي، نجل المرحوم زهير العسيلي أحد مؤسسيي نادي شباب الخليل، وشقيق الوزير السابق خالد العسيلي، وشقيق الرياضيين عامر وناصر العسيلي، وغلى جنان الخلد يا أبا أشرف.