علي ابو حسنين...
كتب محمود السقا- رام الله
لن أتردد في التفاعل مع اية مبادرات تحمل في أحشائها مواقف تُجسد كل ما له علاقة بالوفاء، لإيماني ويقيني بالمحافظة على هذه القيمة العظيمة، وغرسها في نفوس الأجيال والناشئة، وحضّهم على التمسك والتشبث بها، نظراً لانعكاساتها وفوائدها الجمّة على الوطن الفلسطيني وأبنائه، خصوصاً وانه يتعرض للتحديات والمحن بفعل أذى الاحتلال.
في وقفة سابقة اثنيت على موقف اتحاد الكرة تجاه المدرب السابق للفدائي، مكرم دبوب، وكيف تم تكريمه بالإبقاء عليه ليواصل مشوار المساهمة في مشروع بناء الكرة الفلسطينية، ولكن من موقع آخر، ولم أتوقف عند بعض التعليقات وتحديداً ذات الطابع التهكمي، لقناعتي بالمواظبة على احترام مواقف الآخرين حتى وإن كانت لا تروق لي ولا تستهويني.
فصل اخر من فصول الوفاء، كان ابطاله عدة اسماء من قدامى الرياضيين في قطاع غزة، ولم أشأ تسميتهم خوفاً من أن انسى احدهم، وكان المستهدف به الرياضي المخضرم علي ابو حسنين، وقد استقبلهم مضجعاً، وطيف من الرضا والحبور ارتسم على صفحات وجهه، الذي اتبعته الحرب الوحشية التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة، وسائر ارجاء الوطن الفلسطيني.
حشود الرياضيين، ورغم حرب الاجتثاث والتدمير والتطهير والإبادة، التي يقارفها جيش الاحتلال، على مدار الساعة، إلا انهم غامروا بحياتهم، ووصلوا الى حيث يقيم علي ابو حسنين للاطمئنان عليه، وليضربوا، ايضاً، أرفع وانصع صور الوفاء لرجل، كان وما زال، خادماً اميناً للحركة الرياضية طوال مشواره الحافل، والذي تكلل بالعديد من المواقع التي شغلها، ومن بينها رئاسة اتحاد كرة السلة، ومركز خدمات نادي الشاطىئ والقائمة تطول.
مواكب الرياضيين، التي أمّت المرآب، الذي يُقيم فيه علي ابو حسنين، رسمت فاصلاً من البهجة والسعادة على محيا "ابي السعيد"، أطال الله في عمره، ومتّعه بموفور الصحة والعافية.