"في المَرمى"... غَضَبُ الهِلاليين
كتب فايز نصّار- القدس الرياضي
غضِب أنصارُ الهلال من الخسارة الثقيلة، التي تكبَّدها الزعيم المقدسي في لقائه الثالث أمام نادي السيب العُمانيّ، في ثالث مباريات المجموعة الثالثة لتصفيات دوري التحدي الآسيويّ، بسبب انهيار خطّ دفاع الفريق، بعد صمود ل 220 دقيقة، في مباراتي أهلي البحرين، وفتوّة سوريا، وما يقرب من نصف مواجهة السيب.
مصدر غضب الهلاليين أنّ الفريق، الذي عزز صفوفه بثُلة من نجوم الكرة الفلسطينيّة المبدعين، لم يكن في مستوى مشاركات الأزرق السابقة، ونتائجه اللافتة مع الأندية العُمانيّة، ولأنّ الخطّ الأماميّ شابه العُقم، ولم يسجل في 360 دقيقة، رغم أنّ مهاجمي الفريق من خيرة هدافي الوطن.
استوقفني شيء من الغضب الهلالي بتعليقات عبّرت عن ردّة فعل متباينة بعد هذه المشاركة، وأعجبتني بعض التعليقات، التي تعرف حسابات الحقل والبيدر، وتقدِّر أنّ الهلال شارك في ظروف استثنائية، وأنّ معظم لاعبي الفريق غادروا لتجارب شبه احترافية، فيما تنقص من بقي منهم المنافسة، وأنّ من عوضوهم كانوا يحتاجون إلى مزيد من الوقت للانسجام مع بقية زملائهم.
ويرى هؤلاء أنّ الكابتن أيمن صندوقة نجح في المهمة، وخرج بتعادلين مهمّين مع بطليّ سوريا والبحرين، وكانت خسارته منطقيّة مع بطل السلطنة، الذي يلعب على أرضه، ويستفيد من وجود ثمانيّة دوليين في صفوفه، وبالتالي يخلف على هذا الفريق، الذي خرج بأقل الخسائر، كونّه استعد للتصفيات على عجل.
وغلب على تعليقات كثيرة مُجانبة المِهنيّة، كونّ مُغرّديها يطالبون الهلال بما لا طاقة له به، كونه شارك دون أسلحة التحضير الجيّد، وفي غياب حساسيّة المنافسة لمعظم نجوم الفريق، وذهب كثير من هؤلاء إلى أنّ المشاركة كانت غلطة العمر، وكان يجب على الهلال الاعتذار، كما فعل جاره جبل المكبر، البطل الحقيقيّ لآخر دوري قبل اندلاع العدوان.
كثير من هؤلاء سبق وغضبوا من نتائج منتخبنا، الذي لم يخرج إلا بنقطتين من أربع مباريات في تصفيات المونديال، وخسر بمرارة من النشامى وأسود الرافدين، وكانوا يرون أنّ الظروف غير مواتية لمثل هذه المشاركات، وأنّ شعبنا يُركِّز حالياً على دحر العوان، ومعالجة تبعاته، وليس لديه وقت لقصص الجلد المنفوخ.
للأمانة، أرى أنّ رأي هؤلاء صحيح، بشرط أنّ يكون من يتبنوه لا يضيعون دقيقة واحدة في متابعة مباريات الكرة عربيّاً وعالمياً، أمّا من يقاتلون ذباب وجوههم على أحقيّة رودري بالكرة الذهبية، فهؤلاء رأيهم متناقض، ومثلهم من يخاصمون أقرب أقربائهم على خلفيّة التنافس الأبيض والأحمر في الشقيقة مصر، وأبغض منهم من يعتقدون أنّ فوز البرشا بمباراة يشكل مصدر سعادة.
أعتقد أنّ مثل هؤلاء- الذي يقولون ما لا يفعلون- ليس من حقّهم تقديم الدروس للقائمين على مشاركاتنا الخارجيّة، لأنّ من يسهرون على تواجدنا الدوليّ يعرفون مصلحة كرتنا، وأهمية تواجدنا، أياً كانت الظروف.