التحليل الفني بين المدربين والصحافيين
كتب محمود السقا- رام الله
كثيراً ما يتردد، وعلى ألسنة بعض مدربي الكرة، ان هناك فوارق في التعاطي مع التحليل الفني والتقييم وابداء الرأي بين المدربين والصحافيين كنوع من التدليل على ان المدرب اكثر الماماً ومعرفة ودراية وقدرة من الكُتاب والصحافيين.
الرد الأمثل على هذا المنطق، يقتضي منا ان نتسلح بالأدلة والشواهد والبراهين والاثباتات، التي تؤكد ان بمقدور الصحافي ان يكون على سويّة من القدرة مع المدربين في تحليل اللقاءات الكروية، إن لم يتفوق عليهم في المستوى، وبالطبع مستنداً على مواهبه ومتابعاته وثقافته الواسعة وإحاطته بكل ما له علاقة بالكرة وفنونها وشؤونها وشجونها وكواليسها.
ومثلما ان هناك صحافيين يتفوقون على مدربي الكرة في التحليل، فان هناك مدربين أصابوا من النجاح والشهرة ما هو كثير وعظيم القيمة، من دون ان يلمسوا الكرة او يمارسوها، سواء مع فرق نادوية أم حتى في الساحات العامة كهواة، ومع ذلك فقد بزغ نجمهم في عالم التدريب، وحققوا من الانجازات، رفيعة الشأن، ما هو مذهل.
نذكر من أبرزهم.. البرازيلي "كارلوس البرتو باريرا" فهو لم يمارس الكرة على الاطلاق، وكان دوره في الطاقم الفني بقيادة الراحل "زاغالو" مدرب لياقة بدنية، لكنه ترك بصمة في عالم التدريب عندما قاد الكويت والامارات لنهائيات كأس العالم في مونديالي: 1982 و 1990.
مدرب اخر توهج نجمه، وكانت له فلسفة في عالم التدريب، ولم يمارس اللعب، والمقصود، هنا، الايطالي "اريغو ساغي"، ومواطنه "ساري"، وكلاهما لم يمارس الكرة، لكنهما نجحا في التدريب، وما ينطبق على عالم التدريب، فانه بالقطع، يندرج على الصحافيين، خصوصاً لجهة قدرتهم بالتفوق على المدربين في التحليل الفني.