تصريحات استوقفتني..!
كتب محمود السقا- رام الله
حين انطلقت منافسات بطولة أمم أوروبا، بدءاً من الرابع عشر من شهر حزيران الجاري، وتخللها فوز أوكرانيا على سلوفاكيا، تحدث الرئيس الأوكراني "زيلينسكي" قائلا: إن لاعبي منتخب أوكرانيا مثل ضباط وجنود جيش أوكرانيا كلهم يحاربون، من أجل أوكرانيا وانتصارها، سواء في قلب المعركة، التي اندلعت شرارتها منذ عامين، أو في ملاعب كرة القدم، وفي لقاء أوكرانيا مع رومانيا، وضعت الجماهير الأوكرانية في إستاد ميونخ مجسماً لإستاد كرة في أوكرانيا سبق أن دمرته القوات الروسية، وقال "اندريه شيفشينكو" نجم أوكرانيا السابق، ورئيس اتحادها الكروي، حالياً: إنهم لا يرون أي فارق بين مواجهاتهم الكروية، ومقاومتهم للغارات الروسية، التي تستهدف بلادهم.
أحببت أن استحضر هذه التصريحات كي أدلل على أهمية وقيمة المنافسات الرياضية، وفي مقدمتها منافسات الكرة، وما تحمله من رسائل وقيم لا حصر لها، ويكفي أنها تُعزز الروح الوطنية، وتكرس الهوية، وتغرس في نفوس الكبار والصغار روح الانتماء والوفاء للوطن ولكافة رموزه ومقدراته، ولا شك أن قيماً على هذا النحو لا تُقدر بثمن.
تصطف المنافسات الرياضية، بأنواعها، قديماً وحديثاً ومستقبلاً، في طليعة القوى الناعمة، نظراً لقدرتها على التأثير، من خلال استقطاب وحشد اكبر قدر من الجماهير، وفي مقدمتهم الشباب.
تأسيساً على هذا المنطق، فإننا في فلسطين أشد ما نحتاج إليه أن ندعم بكل ما أوتينا من قوة وبأس ونفوذ الأندية والمنتخبات الوطنية ونحضّها على اصابة النجاحات، نظراً للرسائل العظيمة، التي تحملها وتُروج لها، فمن خلال قوة حضورها، وإيجابية نتائجها، وقدرتها على المقارعة، فإنها تزرع في نفوس الناشئة الثقة المطلقة، وكل ما يتفرع عنها من قوة وأنفة وشموخ، وقدرة على الإبداع والعطاء والتفرد، ومثل هذه المفاهيم العظيمة تصب في قنوات إثراء وتعظيم شأن الوطن الفلسطيني، وإظهاره بمظهر القوي والمنيع والحصين والعصي على الانكسار.