دعوة لطرح هذا الموضوع على كونغرس "الفيفا"
كتب محمود السقا- رام الله
حملت لنا الأخبار القادمة من أروقة بعثة النادي الأهلي المصري أن أرضية ملعب مازيمبي الكونغولي المنجلة بالحشيش الصناعي، تسببت بإصابة لاعبي الأهلي وهما: احمد نبيل، الملقب بـ"كوكا"، ورضا سليم، وقد اضطر مدرب الأهلي "كولر" سحبهما من الملعب كي لا تتفاقم إصابتاهما.
قبل التعليق على فحوى الخبر، تجدر الإشارة، هنا، إلى أن الأهلي خاض لقاءه ضمن ذهاب الدور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال إفريقيا، وآل اللقاء للتعادل السلبي، ما يعني أن الحسم سيكون في القاهرة، الجمعة المقبل.
إصابة لاعبي الأهلي بسبب الحشيش الصناعي، دفعني كي أتوقف عند هذه الجزئية، وهي بالمناسبة جوهرية، خصوصاً أن ملاعب الكرة في الوطن الفلسطيني، مجتمعة، مُعشبة صناعياً، ليس هذا فحسب بل إن نوعية العشب من الجيل القديم، ولا أريد القول الرديء، الذي يحتاج إلى كميات كبيرة من الحبيبات المطاطية، من اجل تثبيته، ما يساهم في انبعاث رائحة المطاط، خصوصاً في الصيف، وبفعل عدم رشه بالمياه قبل أي لقاء، فإن خطورته تزداد تفاقماً.
ارتداء ملاعب الكرة في الوطن الفلسطيني العشب الصناعي كخيار قسري ووحيد، تسبب في الكثير من الإصابات، وتحديداً ذات العلاقة بالرباط الصليبي، فضلاً عن التجلطات، التي تنال من اللاعبين، لا سيما الذين يسقطون، أرضاً، أو يتزحلقون بهدف استخلاص الكرة.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، رغم بؤسه، بل إن هناك فروقات شاسعة بين العشب الطبيعي والصناعي، وعلى وجه الدقة لجهة سرعة الكرة وتدحرجها، ما ينعكس بالسلب على أداء لاعبي المنتخبات الوطنية.
اعتماد العشب الصناعي لملاعب الكرة الفلسطينية عوضاً عن الطبيعي، جاء على خلفية شح المياه، بسبب تحكم الاحتلال بها، مع أن مصدرها الوحيد المرتفعات الفلسطينية، لكن الاحتلال، كدأبه، يسرقها ويسطو عليها، ليؤمنها على مدار الساعة لمستعمراته ومدنه بينما تصل بالقطارة للفلسطينيين، وهنا فإنني اقترح على قيادة اتحاد الكرة أن تطرح هذا الموضوع، المهم، على اجتماع كونغرس "الفيفا" الوشيك.