كتب محمود السقا- رام الله

احتاج "الفدائي" الى ثلاث وأربعين دقيقة ليغزو مرمى بنغلادش، الذي استعصى منذ البداية، إما بسبب التسرع في ترجمة الفرص المتاحة، خصوصاً للدباغ واسلام البطران، أو كنتيجة تطور أداء المنتخب البنغالي، الذي يقوده مدرب اسباني.

   عموماً "الفدائي" حقق الهدف المنشود بإنجاز فوز عريض، بلغت محصلته الاجمالية خمسة اهداف مقابل شِباك عذراء، وتناوب على التسجيل المهاجمان: عدي الدباغ، ابن حارة السعدية في المدينة المقدسة، وابن جبل المكبر شهاب القنبر.

   حصد نقاط بنغلادش، ذهاباً، ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة لمونديال 2026 ونهائيات أمم آسيا 2027، عزز رصيد "الفدائي" بالقفز للنقطة الرابعة، ليتبوأ مركز الوصافة، وفي حال عزف على نفس الوتر، إياباَ، في العاصمة البنغالية، دكا، يوم الثلاثاء المقبل، فانه يصبح قاب قوسين او أدنى من التأهل للمرحلة الثالثة، وإذا انجزت هذه الخطوة، فان "الفدائي" يؤكد، قولاً وفعلاً، انه اضاف انجازاً آخر الى جانب الانجاز، غير المسبوق، الذي حققه في الدوحة، وتحديداً في نهائيات المونديال الآسيوي، عندما فرض حضوره بالتأهل للدور ثمن النهائي، رغم كل ما يحيق بالوطن الفلسطيني من عدوان سافر على قطاع غزة، منذ ستة اشهر، وما يُقارفه الاحتلال من مجازر مروعة في ظل صمت دولي بائس ومتواطئ في أغلبه، وخذلان عربي واسلامي.

   تُرى لماذا تأخر غزو "الفدائي" للمرمى البنغالي رغم وجود هدافين يتمتعان بالموهبة وقوة الحضور والقدرة على العصف بالشباك، والمقصود، هنا، عدي الدباغ وشهاب القنبر؟

  تقديري ان كلمة السر تكمن في خط المنتصف، فهو الرئة التي يتنفس من خلالها اي فريق، وفي ظل غياب صانع العاب بحيوية وهدوء ونجاعة عطاء جابر، فكان أن تأخرت اصابة المرمى.

  كنا نحتاج الى ضابط ايقاع يربط الخطوط، ويُمون بسخاء، مع وافر التقدير للجهد الذي بذله رجال خط المناورة مجتمعين.