"الكشفية الفلسطينية" وعيد الميلاد الحزين
كتب محمود السقا- رام الله
لم تُقرع طبول أعضاء الحركة الكشفية في مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح عليه السلام، هذا العام، ولم تصدح الموسيقى المصاحبة للطبول، كل ذلك تم التخلي عنه في عيد الميلاد المجيد، الذي مرّ حزيناً كئيباً، أمس؛ تضامناً مع غزة التي تتعرض لحرب تدميرية غير مسبوقة، منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
الاحتفال بعيد الميلاد تمّت الاستعاضة عنه بشعارات مُعبّرة مكتوبة على لافتات رفعتها الفرق الكشفية، ومن أبرزها: "سلام على غزة وأهلها"، و"نريد حياة لا موتاً"، و"يريد أطفالنا أن يلعبوا ويضحكوا شأنهم شأن سائر أطفال العالم، الذين يعيشون طفولتهم بعيداً عن هدير الطائرات الإسرائيلية القاتلة وقصفها المتواصل بالصواريخ، وقذائف المدافع والرشاشات، التي تفتح نيرانها على أطفال غزة، فتصادر طفولتهم مبكراً، وتحوّلهم إلى أشلاء ليصل عدد الشهداء الأطفال إلى أكثر من ثمانية آلاف".
عدم حضور الحركة الكشفية بطبولها وأدواتها الموسيقية لم يلغِ وجودها وحضورها المكثفَين كي تشارك هموم وأحزان أبناء شعبها، فهي جزء أصيل من هذا النسيج المتماسك، وهي منذ انبثاق فجرها العام 1912 لم تتخلَ عن رسالتها الاجتماعية والنضالية.
مدينة المهد تخلت عن كافة مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد، واستبدلت ذلك بأعمال فنية مُعبّرة تُجسد حقيقة ما يحدث، فالمغارة التي شهدت مولد المسيح، عليه السلام، ظهرت مهدّمة وحطامها متناثر في لفتة عظيمة القيمة والدلالة بأن العدوان الإسرائيلي السافر يواصل جنونه ووحشيته فيهدم البيوت على ساكنيها.
أيضاً من بين مظاهر الحزن غياب شجرة عيد الميلاد التي كانت تُزين باحات المهد، وهو الغياب القسري الذي يحدث، لأول مرة، منذ النكبة العام 1948، فضلاً عن غياب نجمة الميلاد، وقد استعيض عنها بصاروخ صهيوني يتكرر سقوطه في غزة ليرفع عدد الشهداء فيصل إلى 21 ألف شهيد.