حرية الرأي عندما تكون مُصانة
كتب محمود السقا- رام الله
عندما لا تكون هناك قيود، ولا رقابة على آراء وتحليلات الكُتاب والصحافيين، فإن منسوب الإبداع يرتفع بحيث يلامس آفاق المجد والنجاح والتأثير.
الصحافيون والكتاب البريطانيون لم يتركوا تغريدة المهاجم المصري الدولي الفذ محمد صلاح، المحترف في صفوف فريق ليفربول، تمر دون أن يشبعوها تحليلاً وتعليقاً ومعالجة وآراءً.
اقرؤوا معي ماذا غرّد محمد صلاح: "أنا محطم نفسياً لعدم تأهل ليفربول، رسمياً، للمشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا للموسم المقبل".
هذه التغريدة فتحت شهية الكتاب والصحافيين لتفسير ماذا كان يقصد صلاح، ولأن حرية الرأي مُصانة ومحفوظة، لأنها تلتزم بالمعايير المُتبعة، وتنأى بنفسها عن التشهير والسب والقذف والمساس والتطاول، فإن أحداً لن يعترض على معالجاتها.
بعض الصحافيين فسّر تغريدة صلاح انه بات يتأهب للرحيل عن ليفربول، وعندما سئل المدرب الألماني "كلوب" عن رأيه بالتفسير لم يتضايق، ولم يسفّه أصحاب هذا الرأي، بل أجاب بمنتهى الهدوء والرصانة قائلاً، لا اعتقد أن صلاح يقصد ما ذهبتم إليه، ولم يكتف بهذا الرد الحاسم، بل أتبعه بتصريح آخر جاء فيه: لو أن أي لاعب لا يرغب بالبقاء في ليفربول، فإنني على استعداد لإيصاله بسيارتي إلى النادي الذي يرغب الالتحاق به.
هذا الرد يؤشر إلى منسوب الثقة التي يتمتع بها المدرب كلوب، فنجومية أي لاعب لا يمكن أن تتقدم على النادي أو المؤسسة.
إدارة ليفربول لم تركب موجة الصحافيين، الذين روجوا أن تغريدة صلاح تعني الرغبة في الانفكاك من صفوف "الليفر" بل التزمت الصمت، واحترمت تصريح اللاعب طالما انه لا يمس بالمؤسسة ولا يؤثر عليها.
آراء الصحافيين عندما ترتدي ثوب الموضوعية والصدق والغيرة والطهر، فإنها تحظى بالتقدير والاحترام من المسؤولين والمشتغلين بالعمل الجماهيري حتى وان أصابت وتراً حساساً قد لا يروق لهم.