عبارات مؤثرة في وداع "أبو سليم"
كتب محمود السقا- رام الله
فُجعت الأسرة الكروية، خاصة، وعموم الحركة الرياضية برحيل نائب رئيس اتحاد الكرة، إبراهيم أبو سليم، اثر وعكة صحية مفاجئة وحادة لم تمهله طويلاً، فغادر مسرح الحياة وهو في قمة نشاطه وحيويته وعنفوانه وثباته وإصراره، وهو الثمانيني ليضرب بذلك أروع الأمثلة الحيّة بعدم الاستسلام لمرحلة خريف العمر، التي عادة ما تحمل في ثناياها أشباح أمراض الشيخوخة، ما يؤثر على منسوب العطاء، خصوصاً لأولئك الذين يرفعون الرايات البيضاء في وجه هذه المرحلة الحساسة.
الراحل أبو سليم ظل في كامل حضوره، وأبى ألا أن يبقى مُمسكاً بلواء العمل لإيمانه وقناعته انه احد اهم وانجع السبل والوسائل، التي تُبقي المرء في دائرة الحضور بعيداً عن كهوف النسيان.
أسماء لا حصر لها نعت إبراهيم أبو سليم، بدءاً من رأس هرم المنظومة الرياضية، مروراً وانتهاءً برفاق الدرب والمشوار الطويل، والمريدين والمُحبين من أفراد الأسرة الرياضية.
شخصياً، تأثرت كثيراً، بعبارات رجل القانون المخضرم والرياضي العتيق، وليد أيوب، لأنها تقطر ألماً وحزناً وكمداً وفجيعة على فراق الراحل، فقد كان دائم التواصل مع أبي عبد الله للاطمئنان عليه وهو يمر بظرف صحي يدفعنا للتضرع إلى المولى، عز وجل، أن يمنّ عليه بالشفاء وبموفور الصحة والعافية، وأن يمد في عمره كي يسكب من مَعين خبراته الوافر لتصب في قنوات الأجيال، لأنها أشد ما تحتاج إليه الاستفادة ممن سبقوها، من أصحاب الكفاءة والموهبة والخبرات، فالتفاعل والتواصل بين الأجيال يعني الإثراء، عبر الاستفادة من أصحاب الخبرات المتراكمة.
رحم الله إبراهيم أبو سليم، فقد كان عنصراً فعالاً في وحدة نسيج الحركة الرياضية، غير عابئ بالأصوات الناعقة، ومثالاً في التفاني والتضحية والعمل الجاد والمخلص والوحدوي، وكان ينحاز لكل ما هو عام على حساب الخاص، وكان أنموذجاً في الصبر والالتزام والانضباط.
تأسيساً على ذلك، فإنه يستحق أن يُخلد بإطلاق اسمه على منشأة رياضية.
إنا لله وإنا إليه راجعون.