أسباب وجيهة لهزيمة نكراء منطقية
كتب محمود السقا- رام الله
أسباب كثيرة كانت تقف خلف خسارة ريال مدريد الكاسحة والمؤلمة على يد مانشستر يونايتد الإنكليزي، المملوك للإماراتيين، بأربعة أهداف دون رد، منها ما هو منطقي ومبرر، ومنها ما لا يقبل التبرير على الإطلاق.
تقديري الشخصي أن أحد أهم وأبرز الأسباب في تجريد "الملكي" من بطولته المحببة، المدرب الإيطالي "أنشيلوتي"، فهو لم يكتف بمحاولة بناء جدار دفاعي من شأنه احتواء وصدّ هجمات أصحاب الضيافة، بل عَمَدَ إلى إجراء تغيير فاجأ به الجميع؛ عندما زج بالمدافع البرازيلي "ميلتاو" في العمق الدفاعي، وأجلس "روديغر" على مقاعد البدلاء، علماً أن الأخير قدم مجهوداً وافراً في ذهاب دوري الأبطال في "البرنابيو"، وعطّل على ضوئه ماكنة الأهداف الرهيبة، والمقصود، هنا، النرويجي هالاند، الذي هدد مرمى "كورتوا"، غير مرة، وكان يتحرك بسهولة ويسر في صندوق الريال، ما سبب صداعاً في رأس المدافعين، وفي مقدمتهم "ميلتاو"، الذي فَقد التركيز، وأصاب مرماه بالهدف الثالث، وهو مؤشر واضح على مدى الارتباك والتخبط، الذي نال من مدافعي "الملكي"، ولولا البسالة التي رسخها الحارس العملاق "كورتوا" لكانت النتيجة تضاعفت، ذلك أن الحارس البلجيكي أفسد ثلاث محاولات من وضع انفراد ومواجه للمرمى، اثنتان منها للعملاق هالاند.
سبب ثالث لخسارة الريال المفزعة تم التعبير عنها بمعركة خط الوسط التي دانت، بالمطلق، لمانشستر سيتي، فبدا مودريتش تائهاً ولا حيلة له، ولم يكن كروس أفضل شأناً رغم أنه كاد يضرب مرمى الحارس البرازيلي أديلسون بقذيفة هائلة تضافرت جهود العارضة مع الحارس للحيلولة دون ولوجها المرمى.
غياب رجال خط المنتصف، وتحديداً العجوزَين.. مودريتش وكروس، أبقى الجناح البرازيلي فينيسيوس معزولاً، فلم نشاهد اختراقاته وتوغلاته المزعجة، التي طالما أبدع فيها، في حين كان بنزيمة غائباً.
كل هذه الأسباب ساهمت في فرض لاعبي "المان سيتي" حضورهم في كافة أرجاء الملعب، وضربوا طوقاً مُحكماً على مرمى الريال حتى نالوا منه.