كتب ياسين الرازم- القدس

في أصعب الظروف والأحوال ،وفي ظل ازمات مالية خانقة وديون متراكمة وقضايا قانونية واتهامات وهجمات من الخصوم ، وخروج من دوري الابطال والدوري الاوروبي وكأس الملك، و اصابات وغيابات لاعبين مؤثرين ولفترات طويلة، وبفريق تحت التجهيز، وبتشكيل ليس الأفضل، بل وأقل بكثير من الاسم والعراقة والتاريخ، يفوز نادي برشلونه بلقب بطل الدوري الاسباني للمرة الـ ( 27) في تاريخه الطويل والعريق ... ويحسمه رفاق المدرب تشافي قبل نهاية الدوري بأربع جولات وبفارق كبير بلغ (14) نقطة عن أقرب المطاردين الغريم التقليدي ريال مدريد...

بقراءة سريعة حتى انتهاء الجولة ( 34) نجد أن برشلونة هو الأفضل والأجدر والأحق باللقب ، بعد ما فاز بـ (27) مباراة وتعادل بـ (4) مباريات وخسر (3) فقط ....

أقوى خط دفاع ومن خلفه أفضل حارس مرمى ( شتيغن ) الذي ولجت شباكه الكرة (13) مرة فقط في (34) مباراة ، وثاني أقوى خط هجوم بعد الريال وهذا قابل للتعديل في الجولات الأربع القادمة .

شتيغن يستحق لقب أفضل حارس بالدوري الاسباني وبدون منازع ، ليفاندوفسكي كان اضافة نوعية ولكن حسه التهديفي تراجع بعد مونديال قطر ، ديمبلي لعب نصف موسم ولكنه يبقى ركناً اساسياً في منظومة الهجوم البرشلوني الى جانب رافينيا المتأرجح بالعطاء ، كريستنسن وغوندي مكسب كبير للفريق بجانب أراوخو خليفة بويول هم خط الدفاع الامثل والأفضل والأقوى بوجود الموهوب بالدي ، القائد بوسكتيتش قدم موسماً أخيراً رائعاً ومغادرته نهاية الموسم خسارة كبيرة ما لم يتم تعويضه ، فرينكي ديونغ لاعب الوسط وصاحب اللمسات السحرية والتمريرات القاتلة أثبت أن محاولة بيعه لتقليل حجم الديون كانت ستكون الخطأ الأكبر ،كيسييه يستحق أن يلعب دقائق اكثر ،صغار برشلونة بيدري وغافي وبالدي....الخ يحتاجون شبكة آمان قوية ، فنية بتعزيز الفريق بنجوم ليفجر هؤلاء الصغار طاقاتهم ، ومالية لتجديد عقودهم الى سنوات طويلة قادمة وعدم خروجهم من الفريق .

عندما تمت الاطاحة بكومان قبل موسم ونصف الموسم واستبداله بتشافي، قلت أن برشلونه يحتاج لثلاثة مواسم على الأقل حتى يستعيد عافيته ويعود فريقاً قوياً ومنافساً على جميع البطولات الاسبانية والاوروبية ، وما زلت عند رأيي فالفريق ما زال بحاجة للكثير ولكنه انجز خطوة رائعة وغير متوقعة بفوزه باللقب ...

أخيراً اعتقد أن فوزه باللقب في ظل كل هذه الظروف والصعوبات والمشاكل يعتبر انجازاً كبيراً ، ويعود لسببين اولهما اصرار الادارة والجهاز الفني على العودة السريعة من بوابة الدوري المحلي ، وثانيهما تراجع مستوى الدوري الاسباني وانديته مقارنة مع الدوري الانكليزي وذلك بسبب تراجع مستوى فريق برشلونه ومنافسته على البطولات ، وعليه فان من مصلحة الدوري الاسباني وانديته وخاصة الريال والاتليتكو وغيرهما والمنتخب ايضاً عودة برشلونة وبقوة للمنافسة على جميع البطولات لانه يشكل الرافد الأبرز والأكبر للماتدور الاسباني .