رئيس "الفيفا" وزيارته المرتقبة لفلسطين
كتب محمود السقا- رام الله
لا أدري ماذا يحمل رئيس "الفيفا" في جعبته للكرة الفلسطينية، التي تكابد الشقاء والحرمان والعَنَت بفعل احتلال شرس لا يتردد ولا يرعوي في محاربتها بكل السبل كي يحدّ من نبضها وحراكها الذي تصر عليه؟
زيارة زعيم "الفيفا" للوطن الفلسطيني في الرابع عشر من الشهر الجاري، على رأس وفد من أعضاء المكتب التنفيذي، على قدر كبير من الأهمية، خصوصاً وأنها تتزامن مع إحياء ذكرى النكبة، التي اعترفت بها، وبتبعاتها وانعكاساتها على الشعب الفلسطيني هيئة الامم المتحدة.
زيارة انفانتينو الرسمية لفلسطين، من الأهمية، لأنها سوف تُسلط الأضواء على واقع الكرة الفلسطينية، وما تتعرض له من تحديات متعددة الأشكال والألوان، ويصطف في مقدمتها الحرب الضروس، التي تتعرض لها، صباح مساء، من احتلال يطاردها ويلاحقها بالرصاص الحي تارة، ما يترتب عليها سقوط الكثير من الشهداء الأبرار، ومن ضمنهم الشبلان الرياضيان، اللذان سقطا على بوابات ملعب الخضر، الذي سيشهد لقاء منتخبي التوأم الفلسطيني والأردني الأولمبيين، فضلاً عن الاعتداءات السافرة التي يقارفها جيش الاحتلال، مستخدماً قنابل الغاز السام تارة أخرى، وكان آخر فصل همجي الاعتداء السافر على إستاد الشهيد فيصل الحسيني في ضاحية الرام خلال نهائي كأس الشهيد الرمز الخالد، ابو عمار، عندما غطى دخان الغاز السام فضاء الملعب، وكنا نتوقع من "الفيفا" أن يندد بالحادثة لكنه لاذ بالصمت.
تذكير انفانتينيو باعتداءات الاحتلال المتكررة، وهو الذي يعيها ويدرك أدق تفاصيلها بفعل رُزمة الشكاوى التي تقدم بها اتحاد الكرة الفلسطيني، على قدر كبير من الأهمية، الى جانب الجزئية الخاصة بأرضيات الملاعب الكروية المعشبة صناعياً، والتشديد على أن السبب المباشر، الذي دفع قيادة الحركة الرياضية للتعاطي معه كخيار وحيد، يرجع الى شح المياه بسبب سياسات الاحتلال وصلفه وعنجهيته، الأمر الذي يحول دون زراعة أرضيات الملاعب بالعشب الطبيعي مع أن المنتخبات الوطنية الفلسطينية بأمس الحاجة لمثل هذه الملاعب.