لماذا ندعو الله فلا يستجاب لنا ونتمرن فلا نفوز
بقلم إبراهيم الطويل رئيس الآتحاد الفلسطيني للسباحة
كثرت في الأونه الأخيرة وتحديدا مع أنتهاء مشاركة فلسطين في دورة الألعاب الآسيوية "اسياد 2006 " الأنتقادات اللاذعة لوزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية والاتحادات والمدربين واللاعبين حول مشاركتهم في هذه الدورة والتي وأن جاز التعبير يمكن اعتبارها أولمبياد العصر لما تميزت به من أعداد وتنظيم واستعداد مكثف من قبل أكبر قارات العالم مساحة وعددا سكانيا .
ومع احترامي الشديد لكافة النقاد سواء كان نقدهم بناءا أو هدام حيث راح البعض يصفون حساباتهم الشخصية على حساب بعض المشاركين من اتحادات ولاعبين وكأنهم لو كتب لهم أن يشاركوا لحفظوا ماء وجه فلسطين بتحقيقهم الذهب والفضة والبرونز، أكتب اليوم هذه السطور وبصفتي كنت حاضرا ومراقبا لما دار في اسياد الدوحة من جهود إدارية من قبل رئيس البعثة وما بذله المدربين واللاعبين من وقت وجهد لتحقيق ما يمكن رياضيا لفلسطين، فهل هذا الجهد يستحق هذا النقد اللاذع! , كان آولى بنا أن نقول لهم سلمت سواعدكم وأقدامكم لما بذلتموه من جهد وتعب لأعلاء أسم فلسطين ، وكأن الأقلام جفت ولم يبق أمامها إلا أن تنتقد وتكتب عن لاعب التقطت له بطريق الدعابة مع زملاءه صورة يحمل فيها المائتين دولار، فهل سأل الناقد نفسه إذا كان اللاعب يعبر عن سروره أو حزنه على هذا المبلغ المتواضع , علما بأن خسارة كل مشارك وغيابه ثلاثة أسابيع عن عمله أو دراسته أكبر بكثير من هذا المبلغ المتواضع، وقبل أن نبدأ بكيل الاتهامات على من المسؤول عن عدم نيل فلسطين أي ميدالية في هذه الدورة فلا بد أن نكرم العديد من المشاركين والأبطال الذين تركوا ورائهم العديد من مشاركي وأبطال الدول الأخرى والتي تسبق فلسطين بسنوات عديدة من الخبرة والمعرفة والحضارة والحرية والاستقلال والمال، فدعونا لا نحبط هؤلاء الابطال ولنحفزهم بالرغم من ظروفنا الصعبة أن يقدموا الأفضل، بنظري أن أول من يتحمل مسؤولية عدم تقدم وتطور ورقي رياضتنا الفلسطينية هي السلطة الوطنية ودعونا لا نحمل الحكومة الأخيرة كافة المسؤولية فنحن لسنا مغيبون عن الواقع السياسي والضغوطات التي واجهتها ودعونا لا نحمل وزارة الشباب والرياضة أو اللجنة الأولمبية الفلسطينية أو الاتحادات الرياضية المسؤولية فكافة هذه الأجسام في النهاية مرتبطة بالموازنات التي تقررها الحكومة فالمشكلة تكمن في الحكومات التي مرت علينا منذ قدوم السلطة والتي لم تعر الشباب والرياضة أي أهتمام فلم تعمل على تأسيس البنية التحتية الرياضية من منشآت وملاعب وحمامات سباحة لتستعملها الاتحادات ولم تقم بتخصيص موازنات للوزارة للقيام بذلك ولم تدفع شىء للجنة الأولمبية لتقوم بواجبها تجاه الاتحادات ولم تخصص ميزانية سنوية لكل اتحاد للقيام بواجباته مثلما يتبع في معظم دول العالم .
وفي النهاية نتسائل لماذا ندعوا الله فلا يستجاب لنا ونتمرن فلا نفوز .