شريط الأخبار

إعلام يرفض الخَرَس

إعلام يرفض الخَرَس
بال سبورت :  

كتب محمود السقا- رام الله

لم يجدِ اعتذار رئيس اتحاد الكرة الفرنسي "نويل لو جريت" نفعاً فقد تم تعليق مهامه بقرار من الهيئة التنفيذية لاتحاد الكرة غير آبهة بمسارعته للاعتذار من النجم والمدرب زين الدين زيدان على خلفية تصريحات مسيئة صدرت عنه أثناء مقابلة أجرتها معه إذاعة "مونتي كارلو"، وتضمنت أسئلة كان من بينها رأيه بالمعلومات التي تشير إلى أن زين الدين زيدان هو احد ابرز المرشحين لتدريب منتخب الكرة البرازيلي، فكان رده.. لا تعنيني مثل هذه الأخبار، ولا التفتُ لها، ولو بادر زيدان واتصل معي، فإنني لن ارد عليه وسأتجاهله.

هذه التصريحات الرديئة لم تمر مرور الكرام في فرنسا، سواء على مستوى الجمهور أو الإعلام أو عشاق زيدان صاحب المسيرة الناجحة أكان لاعباً أم مدرباً.

أمام ردات الفعل الغاضبة والمطالبة بإقالة رئيس الاتحاد الفرنسي، وكان آخرها من المستشار القانوني في الاتحاد، سارع "لو جريت" للاعتذار لامتصاص الغضب العارم الذي رسخه الأوفياء والشرفاء ورموز حِفظ المعروف.

ما لفت انتباهي أن الإعلام الفرنسي هو الذي بادر إلى قيادة الحملة ضد رئيس الاتحاد، وعندما نزع رجال الإعلام إلى هذا السلوك الحميد، فلأنهم يعرفون قيمة زيدان، وكيف انه جلب كأس العالم لفرنسا في مونديال 1998 وأتبعه بكأس أمم أوروبا 2000، وكيف انه دافع، باستماتة، وإخلاص وتفان عن قميص فرنسا، وكلنا يتذكر زيدان ونطحته الشهيرة للإيطالي "ماتيرازي " رداً على استفزاز الأخير بهدف تشتيت زيدان، ذهنياً ونفسياً، في نهائي مونديال 2006، لأن زيدان كان القلب النابض للمنتخب الفرنسي، فإذا أجاد، فإن إجادته تنعكس على العرض والنتيجة، وعكس ذلك، فإن منتخب "الديكة" سوف يتأثر وينتكس.

ما يهمني في واقعة رئيس اتحاد الكرة الفرنسي أن الإعلام لم يلتزم الصمت ولم يُصب بالخَرَس، بل وقف وقفة رجل واحد في وجه الإساءة واجبره على تقديم الاعتذار، وهو ما تحقق، فالإعلام بمقدوره أن يكون حاسماً ومؤثراً، شريطة ألا ينقسم المشتغلون في حقوله إلى شيع، بسبب مكتسب آني، هنا، ومصلحة زائلة هناك، والارتهان لمن يدفع اكثر، وكأن الأقلام تُباع وتُشترى في سوق النخاسة.

مواضيع قد تهمك