كتب محمود السقا- رام الله

غادرت البرازيل المونديال القطري البديع وسط بحر متلاطم من الأحزان، التي سالت فوق المدرجات، وفي كافة ربوع الوطن البرازيلي، الذي يعشق شعبه كرة القدم.

خروج البرازيل أثبت بالدليل ان لا كبير في عالم الكرة، فراقصو السامبا جاؤوا الى الدوحة باعتبارهم مرشحين، فوق العادة، لإضافة النجمة السادسة، وكانوا يستحقون التتويج، فمستوى اللاعبين أكانوا أعضاء التشكيلة الأساسية أم البدلاء يتمتعون بنفس المستوى والجودة وقوة الأداء.

السؤال الذي يفرض حضوره بقوة يقول: لماذا غادرت البرازيل رغم انها الأكثر استحواذاً وتهديداً لمرمى الحارس العملاق ليفاكوفيتش؟

الجواب لا يخرج، أبداً، عن الإصرار والعزيمة وعدم الاستسلام، المتوج بالجهد البدني الخارق، الذي رسخه مودريتش ورفاقه على مدار اللقاء الماراثوني المثير والشيق والممتع.

الرغبة في التفوق وعدم الاستسلام وحب الوطن هو الذي جعل من مودريتش لا يهدأ على مدار 120 دقيقة، وهو الذي كان يلعب شوطاً مع فريقه ريال مدريد، ويغادر بعدها، لكنه عندما ارتدى قميص الوطن، فقد كنا أمام شاب عشريني بجهده وعرقه وتمريراته الدقيقة، هذا جانب، على ان الجانب الآخر لا يخرج عن وجود حارس مبدع وعملاق مثل ليفاكوفيتش، فقد ذاد عن مرماه ببسالة وشجاعة وإقدام وتكفّل بإفساد عشرة أهداف للبرازيل، ولم يكتف بذلك، بل انه وقف كالسد المنيع في ركلات الترجيح، فتصدى، باقتدار، لتسديدة رودريغو الاولى، ما انعكس بالسلب على نفسيات زملائه بدليل ان ماركينيوس ضرب القائم.

في حين يكمن السبب الثالث بخروج البرازيل بإقحام عنصر الشباب في تشكيلة كرواتيا بإفساح المجال امام ستة لاعبين يلعبون في الدوري المحلي الكرواتي