فلسطين ومونديال أطفال اللاجئين في قطر
كتب محمود السقا- رام الله
مشاركة فلسطين في مونديال الأطفال للاجئين، الذي انطلقت منافساته في قطر، مؤخراً، مهمة وخطوة في الاتجاه الصحيح، وقد سبق وان سجلت استغرابي كيف ان فلسطين التي تعاني من احتلال آثم ومجرم وشرس غابت عن المونديالات والأولمبيادات السابقة، وجاءت إطلالتها عبر البوابة القطرية؟
وكما يقال: أن تأتي متأخراً خير من ان لا تأتي، فمشاركة فلسطين على قدر كبير من الأهمية، لأنها تميط اللثام عن احتلال لم يترك أي وسيلة قهر وطغيان وظلم الا ومارسها، ليس فقط بحق اطفال فلسطين بل يمتد أذى الاحتلال وطغيانه ليشمل عموم الشعب الفلسطيني، شيبه وشبابه، نسائه واطفاله، وإذا اردنا ان نُدلل على بشاعة هذا الاحتلال وكيف انه يطارد أطفال فلسطين برصاصه الغادر، فان لدينا مئات الأسماء لأطفال اغتال جيش الاحتلال براءتهم بدم بارد، وبمنتهى السادية، ومن بينهم محمد الدرة وإيمان حجو والقائمة تطول.
بعثة أطفال فلسطين اختيرت كلها من مخيم اللاجئين في طولكرم، هذا المخيم الذي يبلغ تعداد سكانه احد عشر الف نسمة ولا تزيد مساحته على كيلومتر مربع، يجسد مدى المعاناة والعذاب الذي يكابده أبناء المخيمات الفلسطينية داخل الوطن وخارج أسواره، بفعل ممارسات الاحتلال وهمجية سلوكه، واستهدافاته اليومية.
اول إطلالة لمنتخب فلسطين للأطفال في المونديال كانت امام الفلبين، وقد خسر بثلاثة أهداف مقابل لا شيء.
نعلم، جيداً، ان هؤلاء الأطفال يحملون رسالة سامية ونبيلة وعظيمة الشأن والقيمة والأهمية، وتتقدم على لغة النتائج، ويتم التعبير عنها بالترويج لفلسطين، والتأكيد على هويتها، مقابل الكشف عن بؤس سياسات الاحتلال، وسوء أخلاقه، بدليل ان رحلة المنتخب استغرقت ثلاثة أيام قبل ان تصل الى العاصمة القطرية الدوحة.