د. إبراهيم ربايعة.. عندما تحنّ الطيور لأعشاشها
كتب محمود السقا- رام الله
من فضل الله، سبحانه وتعالى، علينا أن وطننا الجميل زاخر بالمواهب والكفاءات في كافة حقول المعرفة، وإذا أردنا أن نُسمي الأشياء بأسمائها، فإننا نمتلك كمّاً وافراً من العقول النيّرة والمتفتحة التي شقت طريقها في دروب الحياة، وفرضت حضورها حتى في بلاد الغرب المتقدم، فإنها من الكثرة الكاثرة.
د. إبراهيم ربايعة واحد من مئات المواهب، التي تسير على طريق التوهج، ومع أن المعروف لا يُعرف إلا انه لا ضير من التعريف بالدكتور الشاب، فهو قبل أن يصبح محاضراً في جامعة بيرزيت، فإنه خرج، أولاً، من رحم الصحافة الرياضية عبر منبر الزميلة جريدة الحياة الجديدة، ولأن لا حدود لطموحاته، فقد واصل التعمق في الاستزادة من العلم حتى حصل على الدكتوراه.
إبراهيم ربايعة يشغل، حالياً، مدير تحرير دورية شؤون فلسطينية، ولأن الطيور تحنُّ إلى أعشاشها، فإنه ما زال على تماس مباشر مع نبض الحركة الرياضية وصحافتها، وقد قدم ورقة عمل ثرية في الندوة الأكاديمية التي احتضنتها العاصمة القطرية الدوحة، مؤخراً، بعنوان: "الرياضة والسياسة والمجتمع"، ونظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
وجاء في ورقة د. ربايعة بعنوان: المؤسسة الرياضية في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ النكسة العام 1967 وحتى 1995: "شكلت النكسة لبُنى الفعل الاجتماعي الفلسطيني ونواظمه في الضفة الغربية وقطاع غزّة صدمة طاولت المؤسّسة الرياضية الفلسطينية، وأثّرت فيها تأثيراً بالغاً.
وكانت المؤسّسة الرياضية الناظمة في الضفة الغربية التابعة للأردن، ونظيرتها في قطاع غزة تحت إدارة مصرية، وأسقطت النكسة هذه التكوينات، وبدأ الرياضيون الفلسطينيون في البحث عن أشكال التنظيم الذاتي وفق قواعد التكييف الرياضي المقاوِم للاحتلال، والرافض للانخراط في التنظيم الإداري والفنّي الاستعماري الذي حاولت إسرائيل فرضه.
وأضاءت الورقة على موقع المؤسّسة الرياضية الجمعية، ممثلة بالأندية في الأرض المحتلّة بعد العام 1967، وتطوّر هذه التكوينات، وبنائها المتدرّج لتكيُّفها المقاوِم في مواجهة منظومة السيطرة والتحكّم الاستعمارية.