العميد والغزلان ومنتصب القامة ...
كتب خالد القواسمي الخليل
حمل هم وطنه وقضية أمته تقدم الصفوف وهب أغلى ما يملك من أجل كرامة وحرية الوطن منح فلذة أكباده عن طيب خاطر رعد وعبد الرحمن ... قتلوا ابناءه لكنهم لم يستطيعوا ولن يستطيعوا النيل وهدم عزيمته وارادته ما دام نبض هذا الشعب تتوارثه الاجيال وتسقيه بالدماء الطاهرة الزكية وتقف مواقف الرجال .
لم يكن ابا الشهيدين رعد وعبد الرحمن لاعبا ولم يحترف كرة القدم لكنه احترف حب الوطن فاحترفت الجماهير حمل رسالته وزينت المدرجات بصورته وسط مشاعر جياشة تمدنا بالعزيمة والاصرار والارادة مرفوعي الهامة ومنتصبي القامة لا ننحني الا لله كما حملت رسائل المدرجات كل مشاعر الحب والتضامن مع الاسرى القابعين خلف القضبان لتغسل حزن الوطن وتمسح دموع الثكالى واسر الشهداء وترسخ فينا روح التعاضد والتكاتف والانحياز للوطن وقضاياه وتمنحنا أسس وفكر رياضي ثوري في عشق بلادنا .... نعم ابا رعد أيقونة ثمينة تستحق منا ان نقف الى جانبها فهي التي وهبتنا الصمود والتحدي والاصرار والمقاومة كيف لا وهي تسطر في كل لحظة مواقفا بطوليا وتعطينا دروسا في الانحياز وتقديم الغالي والنفيس في سبيل الوطن ورفعته والدفاع عن حياضه.
نعم انه جنون الكرة الثائرة في زمن الانحطاط ... بالامس كان لقاء الاشقاء الكروي العميد الشبابي والغزلان الظهراوي ابناء محافظة خليل الرحمن يشد الانظار اليه كرويا لكن الانظار وبوصلتها اتجهت نحو مدرجات العميد والغزلان لمتابعة الفن الجماهيري الرياضي الثوري ورسوماته والتي خطت لتؤكد عظمة جماهير كرة القدم الفلسطينية التي تحمل هم الوطن في ساحات وميادين يفترض ان تكون للترفيه وبناء الجسم السليم.
كم انت عظيم يا شعبي ... كم انتم كبار يا جماهير الرياضة الفلسطينية وانتم تنتصرون لوطنكم وتناصرون ابناء شعبكم لقد اثلجتم صدورنا ورفعتم هاماتنا بفكركم الواعي وأنتم تؤكدون للعالم الأصم بأن كل الميادين في فلسطين هي ميادين للكفاح والنضال وفضح ممارسات الاحتلال .
جماهير كرة القدم الفلسطينية هم ملح الرياضة نراهن عليها وعلى مواقفها في الشدائد وهي الحراك الدائم الثوري المتواصل كرة القدم انتصرت على السياسيين بائعي الكلام وحققت جماهيرها اهداف كثيرة وفي طليعتها وحدة الشعب والتفافه ونصرة اسر الشهداء والاسرى ودشنت بكل عنفوان مرحلة نضاليه متجدده برسوماتها وعباراتها الوطنية التي أضحت عنوان للتنافس الجماهيري على المدرجات .
الابداع الجماهيري للعميد والغزلان أحرز انتصارا فاق كل الانتصارات فقد كانت الجماهير بمثابة مقاتلين حقيقين أكثر من اللاعبين في ميدان اللعب وبثوا فينا روح متقده اشعلت الافئدة بقضايا الوطن وهمومه .
الحراك الجماهيري في ملاعبنا اعادنا الى جذور التاريخ عندما كانت مقرات الاندية تشكل منطلاقا للوعي الثوري وفضاء مفتوح للتعبير الحر ومقارعة المحتل الدخيل وها نحن اليوم نشاهد ونقف على حقيقة مؤكده بان ساحات كرة القدم بالاهازيج والشعارات هي روافد مغذية للروح الوطنية وبديلا عن اصحاب الاحاديث البراقه الغارقه في السلبية السياسية .
بالامس استنهضت مدرجات استاد هواري بومدين فينا الهمم ضد منظومات الطغيان وقطعت الطريق امام زارعي الفتن بين ابناء الشعب الواحد وتفوقت الجماهير على ترسانة المنظرين والمحللين والغوغائيين والسلبيين واصحاب الاجندات والضمائر الفاسدة لان الروح الوطنية والوحدوية التي طغت على المشهد في المدرجات كانت الروح والجسد الفلسطيني الواحدة التي سرت في نفوس كل الجماهير الحاضرة والمتابعة والتي تحمل النفس الوطني المعبر عن تفكير ووعي الجميع وبهذا انتصر الحراك الرياضي على الحراك السياسي والرسالة وصلت وسيبقى ابا رعد منتصب القامة ونشيد الجماهير على المدرجات حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.