شريط الأخبار

الحصاد المرّ

الحصاد المرّ
بال سبورت :  

كتب محمود السقا

أسدلت الستائر، على ألعاب العمر، التي احتضنتها العاصمة القطرية الدوحة، على مدار اسبوعين بالتمام والكمال، وقد تنافس رياضيو القارة الصفراء على الغرف من مناجم الذهب والفضة والبرونز، وارتقى السواد الأعظم من رياضيي القارة منصات التتويج، ومن اسف كبير وبالغ أن فلسطين غابت عن المنصات، خلافاً لدورة بوسان، حيث حصلت فلسطين على ميدالية في الملاكمة عن طريق البطل منير ابو كشك.
    عودة بعثة فلسطين، بخفّي حنين، كانت متوقعة، لكن ليس بحجم ما حدث. كنا نتوقع ان ثمة ألعاباً سوف تنافس، أو على الأقل تثبت حضورها، وأذكر منها: التايكواندو، وألعاب القوى، لأن اللعبة الاولى واعدة، وبدأت بالانتشار في فلسطين، على نحو طيب، ولا ابالغ عندما اقول: انها بين ايد امينة، وتحديداً على صعيد المدربين والحكام، وهم مدربون لا يشق لهم غبار، وينحتون في الصخر رغم شح الامكانيات، وغياب الدعم.
    وكاد البطل الفذ، رامي ابو حويلة، ان يحفظ ماء الوجه لفلسطين، واوقعته القرعة مع بطل صيني، سبق له ان أطاح بلاعب اردني قبل ان يواجه ابو حويلة، وبدا التكافؤ واضحاً بين البطلين الفلسطيني والصيني، واضطرت لجنة الحكام ان تلجأ الى التمديد الى جولة اضافية.
والثابت أن الاصابة، التي لحقت ببطلنا، اثرت عليه بصورة واضحة ولافتة، وبالكاد انتزع البطل الصيني نقطة انتهت على ضوئها المواجهة، لتذهب على فلسطين ميدالية، كان يمكن ان تطفئ ظمأ البعثة، وحاجتها الماسة الى انجاز.
   وعلى صعيد ألعاب القوى، فإن مصدر التفاؤل السائد، ناشئ عن انخراط اللاعبين في معسكر تدريبي في قطر، امتد الى ما يزيد على شهرين، ما يعني ان هناك استعداداً، ويفترض ان تكون هناك جاهزية، لكن ومع شديد الأسف، فان الحصاد لم يتناسب والمعسكر التدريبي، فالمتسابق مهند مصطفى، سقط في مستهل سباق 1500م وعبدالسلام الدبجي، حصل على المركز قبل الأخير في سباق 800م، وسناء بخيت حلت في المركز الخامس عشر من اصل سبعة عشر في سباق 800م، ولا أدري ما اذا كان العداء نادر المصري حقق انجازاً، أم انه سار على خطى زملائه؟
   عندما أنقل هذه الحقائق، فأرجو ألا تثير الغضب والحنق، كما حدث في الدوحة، عندما كان مدرب منتخب ألعاب القوى، يرفض، بإصرار غريب وعجيب، عبارة على شاكلة: أخفق، ولست أدري ما هي العبارة المناسبة، التي يمكن اعتمادها على ضوء ما تحقق؟
اضاءة لعبتي التايكواندو، وألعاب القوى لا تمنعنا من القفز عن كرة الطائرة الشاطئية، التي ذهبت الى الدوحة، وكأنها في نزهة حقيقية، وكان من الطبيعي ان يكون حصادها هشاً وضعيفاً، وافترض باتحاد اللعبة ان يتخذ قرارات حاسمة ورادعة لوقف هذا اللون من العبث، لأنه يسيء الى الوطن واللعبة.
newsaqa@hotmail.com

مواضيع قد تهمك