في بيت هاني الحلبي...
كتب احمد البخاري- القدس
أيام قليلة تفصلنا عن الذكرى الثامنة لرحيل أيقونة الجودو والكاراتيه الفلسطينية الراحل الرياضي المناضل هاني الحلبي أبو اياد"، ثلاثة عقود من الزمن اكثر بقليل أو أقل بقليل هي الفترة التي جمعتني بالراحل هاني الحلبي كنت قريبا منه في الشأن الرياضي طيلة هذه الفترة وهو الذي أمضى قرابة النصف قرن من حياته في العمل الرياضي والوطني، كان لقائنا شبه يومي، كان الراحل مثقلا بهموم الوطن والقدس.. كان دائم السؤال عن مصير القدس وهو في مهمة خارج حدود الوطن... جمعني السفر وأياه أكثر من مرة وفي كل مرة تكتشف الرجل من جديد وتتعرف على ما يغوص به من أفكار، وتتعرف مدى عشقه للقدس وولعه بها...
كيف لا وهو الذي دخل القبر مرتين، في المرة الأولى والحديث كان للراحل "ابو اياد" حين كان في مركز تحقيق "بتاح تكفا" ومن شدة التعذيب والضغوطات التي مورست عليه، خطرت القدس بباله، واقتيد من هذا المركز لمقبرة باب الساهرة حيث قبر والده حين أعتقد المحققين انه يخبئ السلاح في القبر، وأعيد افتتاح القبر ونزل به الحلبي برفقة المحققين الذين لم يجدوا السلاح، وهو أستكفى بعبق القدس ورائحتها وأن كان مكبلا بالحديد.
والمرة الثانية نزل القبر يوم الجمعة في "وقفة عرفة" والحجيج يقفون على صعيد جبل عرفة المبارك يدعون ويبتهلون لله رب العالمين، خرجت جنازة الحلبي من المسجد الاقصى المبارك في موكب مهيب، القدس بشيبها وشبابها كانت حاضرة وداعه وكان هناك المئات من طلابه والعشرات من المدربين الذين تتلمذوا على يديه طيلة نصف قرن من الزمن.
وفي بيت هاني الحلبي بالقدس شهدنا الكثير من المواقف والقرارات وولادة مؤسسات مقدسية، "الاتحاد الفلسطيني للجودو" كان في بيت الحلبي وفي بيته كان المقر، كان هو الاتحاد الفلسطيني الوحيد الذي يتخذ من القدس العاصمة مقرا "وهو في منزل عائلة الحلبي"، في الوقت الذي ترك فيه الجميع عاصمتهم ومدينتهم وهربوا باتجاه رام الله، كان أصرار هاني الحلبي ان يبقى مقره في القدس ولو وحيدا.. ولو لم يعجب صناع القرار أحيانا...في بيت الحلبي عقدنا سلسلة نقاشات مع عناوين وأعمدة الكاراتيه الفلسطينية بغية توحيد الجهود والمرجعيات تحت عنوان واحد...
وفي بيت الحلبي أيضا أعلن مولد تجمع قدسنا للاتحادات والألعاب الرياضية في شهر رمضان من العام 2006 وهناك تم اختيار التسمية في امسية رمضانية من ذاك العام، وفي بيت الحلبي عقدت الكثير من اللقاءات الرياضية والاجتماعية والوطنية التي كنت شاهدا وحاضرا لبعض منها...
وفي بيت الحلبي ولدت فكرة لم تكتمل لبناء مؤسسة مجتمعية جامعة حملت أسم "ملتقى ابناء البلد"، وفي بيت الحلبي عقدت اللقاءات الوطنية والتنظيمية، وفي بيت الحلبي كان الكثير من اللقاءات والاجتماعات... سآتي على ذكرها على مراحل وبالتسلسل من ذاكرتي... نعم رحل الحلبي لكم لن يغيب...