فتى البيرة الغضّ يفرض الحدث
كتب محمود السقا- رام الله
مع أنني على يقين تام أن من المبكر إطلاق الأحكام على منافسات فرق أندية المحترفين من الجولة الأولى، التي انطلق قطارها، يوم أول من أمس، إلا أنني أجازف بالتعليق على لقاء الافتتاح، الذي جمع شباب الخليل ومؤسسة البيرة، وانتهى بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.
كانت كل التوقعات تشير إلى أن شباب الخليل سيلتهم أبناء البيرة في وجبة شهية لعدة اعتبارات، يقف في مقدمتها أن "العميد" مُدجج بترسانة من الأسماء الكبرى، يقودها مدرب متمكن وصاحب خبرات واسعة وسيرة حسنة، مهنياً، والمقصود هنا رائد عساف، في حين أن صغار البيرة إذا جاز التعبير، يفتقدون إلى الخبرات، خصوصاً أن خمسة من أعمدتهم غادروا المؤسسة بحثاً عن تجارب جديدة، إما حبّاً بالتغيير، وهو سُنّة الحياة، أو بحثاً عن تحسين دخلهم المادي مع أن إدارة المؤسسة تعتبر واحدة من الإدارات التي لم يتراكم عليها أي مبالغ مستحقة الدفع للاعبين.
كل الأجواء كانت مهيأة كي يُقلع شباب الخليل بنجاح من المحطة الأولى، نظراً لحجم الفوارق الشاسعة بينه وبين البيرة، لكن منطق الكرة لا يخضع لهذه الاعتبارات بقدر ما يخضع لحجم البذل والعطاء والتفاني والإصرار وعدم اليأس، فمكافأة كل مَنْ يتمسك بهذه العناصر أن يضحك أخيراً، وقد ضحك لاعبو البيرة في نهاية المطاف، بفضل فتاهم الغضّ أحمد أبو عرة، الذي توج جهد زملائه الموفور عندما نال من شباك عزمي الشويكي بكرة ثابتة.
السؤال الذي يفرض حضوره يقول: هل البيرة بلاعبيه الشباب قادر على استنساخ إنجازه في قادم اللقاءات؟
جوابي: أن الشباب عنصر قوة وعطاء وحيوية، ومثل هذه العناصر وغيرها كثير أصبحت العنوان الأبرز في المعادلات الكروية الحديثة، وإذا أردتم أمثلة على ذلك فإن الزمالك المصري حصد بطولتي دوري وكأس "الفراعنة" بعنصر الشباب، لأنه حُرم من القيد مرتين.