لغة العقل.. أشد ما نحتاج إليها
كتب محمود السقا- رام الله
ليس هناك ما هو أجمل وأعظم وَقعاً وقيمة وسمواً من النزوع باتجاه لغة العقل، فهي البلسم الشافي لكل داء، وهي التي يترتب عليها إيجاد افضل الحلول والصيغ، التي تفضي لخدمة الوطن وأبنائه وشبابه ورياضييه.
تأسيساً على هذا المنطق، فإنني افترض بأن لغة العقل هي التي من الواجب أن تسود في الشق المتعلق بلجوء إدارة نادي شباب الخليل إلى تعليق مشاركة فريقها الكروي في منافسات الخالد أبو عمار وسائر البطولات الرسمية.
الجلوس على مائدة النقاش والحوار وطرح كافة الأوراق هو الخيار الذي ينبغي أن نلوذ به وان يكون وجهتنا في هذا الظرف، وفي تقديري أن هذا الخيار لا يُقلل، أبداً، من شأن أي كان، سواء اتحاد الكرة وقيادته أو سواه، بل أرى أن خطوة من هذا القبيل تؤكد أن الاتحاد يعالج قضايا الكرة وهمومها وشؤونها وشجونها بمنتهى المسؤولية والحكمة والرشد، وإن لقاءً من هذا القبيل لا يمكن أن يُصنف على انه نوع من أنواع "ليّ الأذرع"، فهناك حدث قفز إلى السطح، ومثل هذا الأمر ليس خارجاً على المألوف، وهو حدث ويحدث في العديد من الاتحادات أكانت عربية أم غربية.
ألم يُعلن النادي الأهلي المصري قبل عدة أيام اعتزامه استكمال البطولات الاتحادية الرسمية بالفئات العمرية المساندة محتجاً على التحكيم في دوري "الفراعنة"؟ وإذا أردت طرح المزيد من الأمثلة في هذا الصدد فهي كثيرة، لكن مثل تلك القرارات لم تصمد طويلاً أتعرفون ما السبب؟ إنها لغة العقل، التي بمقدور مَنْ يلوذ بها ويُعلي من شأنها أن ينجح في حل أعتى واعوص المشاكل، ونحن في الوطن الفلسطيني أشد ما نحتاج إليه أن نتعاطى مع لغة العقل، لأنها السبيل الوحيد والمناسب، الذي إذا سلكناه، ويجب أن نسلكه، فإنه سيؤدي بنا إلى حيث الحلول المبدعة والخلاقة، على قاعدة "لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم"، وعلى قاعدة الانتصار لقضايا الوطن، ومن ضمنها، وربما في مقدمتها الشأن الرياضي، الذي من خلاله نُطل على العالم بِعلم خافق ونشيد يصدح.