الردع بدلاً من الزجر والتقريع
كتب محمود السقا- رام الله
في الغرب الأوروبي لا شيء غير طبيعي، يمر من دون وقفة أو حتى وقفات جادة وحاسمة بهدف استخلاص العِبر، ووضع الأمور في سياقها الصحيح والقويم، خصوصاً إذا خرجت عن مسارها الطبيعي والمألوف.
اتحاد الكرة الإنكليزي لم يترك حادثة الاشتباك المتكررة مرتين بين مدربي تشلسي وتوتنهام، الألماني "توخيل" والإيطالي "كونتي"، تنتهي عند لجوء حكم اللقاء "أنطوني تيلور" رفع البطاقة الحمراء في وجهيهما، حتى بعد انتهاء اللقاء، فالحكم سيد البساط الأخضر حتى بعد إطلاق صافرة النهاية.
التحقيق الذي يعكف عليه، حالياً، اتحاد الكرة الإنكليزي سوف يفضي الى عقوبات بحق المسيء، أكانت مُغلظة أم مُخففة، المهم أنه لن يمارس سلوك غض النظر عن تلك السلوكيات الفجة وغير المقبولة، بل انه سوف يستثمرها، من أجل التأكيد على إعلاء قيمة الروح الرياضية والتنافس الشريف البعيد عن العنف، بكافة ألوانه وأشكاله، لا سيما وان كافة الشرائح والفئات تتابع منافسات الدوري، وتحديداً الأجيال الشابة، ولا يريد لهذا السلك، المُشين والعدواني، ان يصبح سائداً في الملاعب الإنكليزية، التي يرتادها الملايين، عدا عن المتابعين عبر مختلف وسائل الإعلام كالتلفزيون، وهم بمئات الملايين، ومواقع السوشيال ميديا.
اتحاد الكرة الإنكليزي لم يضع الحادثة في الأدراج أو فوق الأرفف لحين الوقت المناسب كي يتخذ القرار بشأنها، بل سارع إلى إجراء التحقيق وسوف يطبق القانون بحذافيره وحيثياته ليؤكد انه هو المرجع، وان مَنْ يستحق العقاب لن ينجو منه.
معالجة الاشتباك بين المدربين وإنزال ما يناسب من عقوبات بحق المسيء سوف يزيد من قوة المسابقات الرسمية، وسوف يُطمئن الجماهير إلى أن العنف والفوضى سوف يُقابلان بالحسم والردع وليس بالزجر والتقريع فحسب.