تحية لهذه النشمية "ميسر الدهامشة"..
كتب محمود السقا- رام الله
هناك مَنْ هو أغلى وأنفس من الذهب أتعرفون ما هو؟ إنه كل شخص، ذكراً كان أم أنثى، يتسلح بالمبادئ ويتمسك بها، مهما ترتب على ذلك من تبعات وقرارات صعبة ومؤلمة بحقه.
بطلة التايكواندو الأردنية النشمية اليافعة، ميسر الدهامشة، ضربت أروع الأمثلة وأرقاها في الوفاء والانتماء وإعلاء صروح المبادئ عندما انتصرت لفلسطين، عموماً، ولغزة الأبية صاحبة البطولات والأمجاد والتضحيات الجسام، بانسحابها من بطولة كبرى وحاشدة في التايكواندو هي بطولة العالم، التي اختتمت، مؤخراً، في العاصمة البلغارية صوفا، لا لضعف أو تردد او خشية بل لأنها ترفض مواجهة لاعبة إسرائيلية، انتصاراً لفلسطين ورفضاً قاطعاً للتطبيع بكافة ألوانه وأشكاله وصنوفه.
ميسر الدهامشة عندما قررت الانسحاب، فانها لم تلتفت الى انها كانت قاب قوسين او ادنى من حصد ميدالية برونزية في بطولة عالمية مرموقة بوصولها للمركز الثالث عن جدارة واستحقاق، بل أرادت بانسحابها ان تُطيّر جُملة من الرسائل، ويقف على رأسها، وفي مقدمتها ان دولة الاحتلال الاسرائيلي، وكل رموزها من رياضيين وسياسيين وهلمجرا لن يحظوا بالقبول، أكان في اوساط الرياضيين أم سائر الشعوب العربية التي ما زالت عند مواقفها العروبية الأصيلة والثابتة وهي ان دولة الاحتلال، دولة بغي وعدوان، وأنها قاتلة للأطفال، وقد حصد آخر عدوان على غزة أرواح 14 طفلاً وأربع سيدات من اصل 43 شهيداً.
ومثلما انتصرت ميسر الدهامشة لفلسطين وغزة، فإن جماهير النادي الفيصلي العظيمة فعلت الشيء نفسه عندما صدحت حناجر أنصاره وعشاقه مرددة عبارة تقطر وفاءً وانتماءً والتزاماً تقول:
تَعز عليّ بلادي وتعز عليّ أحزانها .... بسم الله على غزة حتى يطمئن فؤادها.