كتب محمود السقا- رام الله

بعكس النمط الذي تعودنا عليه وألفناه، وأصبح جزءاً من شخصيات منتخباتنا، فان "فدائي الكرة الشاب" تخلى عن أسلوب ونهج الحذر، الذي دأبت عليه فرقنا ومنتخباتنا، وعلى وجه التحديد المنتخب الأول، وشرع منذ اللحظة الأولى بالامتداد لملعب المنافس، وظل على هذا المنوال حتى اللحظات الأخيرة من اللقاء، الذي جمعه مع منتخب السودان الشقيق وانتهى، فلسطينياً، بخمسة أهداف لثلاثة، ضمن منافسات كأس العرب، التي تدور رحاها في السعودية.

" فدائي الشباب" لم يكتف باعتماد تكتيك "خير وسيلة للدفاع الهجوم"، بل اكد نجاعته على الصعيد التهديفي فسجل خماسية ولا اجمل، بوّأته صدارة المجموعة السادسة، متفوقاً بفارق الأهداف عن المغرب، الذي سيلعب معه، اليوم، علماً أن رؤوس المجموعات هي التي ستتأهل للدور ربع النهائي، إلى جانب افضل اثنين من أصحاب المركز الثاني.

فدائي الشباب بدا حيوياً وفعالاً وديناميكياً وجميلاً، ويتسلح بأهم عنصر، وهو اللياقة البدنية، بدليل انه قلب تأخره لفوز، وقد جاء الهدف الاحتفالي الخامس في الوقت الضائع.

واضح، تماماً، أن هناك جهداً مُقدراً بذله الطاقمان: الفني والإداري في إعداد وتهيئة عناصر الفدائي، ما يستحقان عليه التحية والثناء والإطراء.

لا أريد أن أخوض في بعض المآخذ التي ظهرت على مدار اللقاء، لقناعتي ويقيني أن الطاقم الفني توقف عندها وسيُلفت الانتباه إليها تمهيداً لتلافيها في اللقاء المصيري أمام المغرب، وهو المنتخب المرشح للمنافسة على اللقب وفقاً لمدربه، لكن المهم الإشارة الى الأخطاء التي ظهرت وتحديداً في عملية الاستلام والتسليم، بسبب التسرع وعدم التركيز، وقد لاحظنا كيف ان التمريرات الأمامية للاعبي الفدائي كانت تذهب بالخطأ لمدافعي السودان، فضلاً عن عدم التمركز الجيد للحارس، فكان يُغادر مرماه في توقيت غير مناسب.