كتب محمود السقا- رام الله

هذا الكلام ليس لي بل لواحد من قامات الصحافة المصرية السامقة والمديدة، إنه الراحل جلال الدين الحمامصي، الذي تبوأ العديد من المناصب، أكانت في بلاط صاحبة الجلالة أم في العمل الدبلوماسي والإداري.

لا شك ان رأي الكاتب يعكس شخصيته، تماماً، فاذا كان من اولئك الذين يرفعون لواء الصدق والموضوعية والثبات وعدم المجاملة والمداهنة، فان نبض قلمه يُجسد ذلك بوضوح في كافة معالجاته، وإذا كان من أولئك الذين يُفضلون إمساك العصا من المنتصف، فان كتاباتهم وعباراتهم ومفرداتهم عادة ما تُفصح عن دوافعهم وخبيئة أنفسهم، فالقارئ ذكي ويمتلك القدرة على التمييز بين الغث والسمين.

أكتب هذا الاستهلال كي أؤكد ان الإجراء، الذي سارعت اليه إدارة نادي غزة الرياضي بتعليق عضوية غسان بلعاوي انطوى على خطأ فادح، وردة فعل حادة ونزقة ولا يليق بقيادة ناد كبير وعريق مثل غزة الرياضي ان تُقدم عليه.

غسان البلعاوي لم يرتكب جرماً يستحق عليه اتخاذ أقصى العقوبات إيلاماً بحقه، وهو الذي نشأ وترعرع في أحضان وأروقة غزة الرياضي، لاعباً موهوباً ومدرباً جاداً ومجتهداً وسفيراً فوق العادة باحترافه في فريقي الوحدات والفيصلي الأردنيين.

غسان البلعاوي قال رأيه بجرأة وشجاعة وقناعة بالحال الذي آل اليه نادي غزة الرياضي، وعندما مارس هذا السلوك، وهو حق مكتسب، فإن دافعه من وراء ذلك الحرص والغيرة والحب والشغف بناديه.

ما الجرم الذي ارتكبه البلعاوي عندما يقول: ان الوضع الطبيعي والمنطقي أن يصطف غزة الرياضي وسط الكبار، وهو الكبير في ماضيه وتاريخه الضارب، وليس مجرد بقائه في الدرجة الممتازة يُعد مكسباً وإنجازاً يستحقان الحفاوة؟

تاريخ غزة الرياضي يبوئه أرفع الدرجات ويدفعه ليكون موقعه في الواجهة، وليس في منحدرات وسفوح سلم ترتيب فرق أندية الدرجة الممتازة.