وزيرة السعادة "آنس جابر".. قصّة تُروى
كتب محمود السقا- رام الله
عندما تنثر السعادة في كافة الأماكن والأرجاء، من خلال إنجازات مهمة وفريدة، فإن حصاد المحبة والتقدير والاحترام عادة ما يكون وفيراً، وهذا ما فعلته أُنس جابر ابنة تونس الخضراء والشماء وبطلة كرة المضرب والمصنفة الثانية على العالم حالياً.
إنجازات أنس جابر، التي كانت قاب قوسين أو أدنى من حصد بطولة كبرى مثل بطولة "ويمبلدون" للتنس الأرضي لولا خسارتها المفاجئة في النهائي أمام الكازاخستانية "إيلينا ريباكينا" بمجموعتين لواحدة، دفعت بها كي تدخل قلوب وعقول أبناء شعبها وسائر الشعوب العربية التواقة للانتصارات والإنجازات، ولذلك فإن التوانسة لم يترددوا في إطلاق لقب "وزير السعادة" على بطلتهم الأثيرة، لأنها أسعدتهم وأفرحتهم وأدخلت البهجة إلى قلوبهم، وجعلتهم يتباهون ويفخرون ببطلة عصامية قهرت الصعب، وسجلت حضورها المكثف في لعبة الملوك والنبلاء.
أنس جابر قابلت حب أبناء شعبها بمزيد من النجاحات والانتصارات، فقد سبق أن فازت ببطولة مدريد، مؤخراً، وهي بطولة مرموقة وإن كانت اقل شأناً من بطولات "الغراند سلام" ومن أبرزها: بطولة "ويمبلدون" العريقة و"رولان غاروس" وأميركا المفتوحة.
احتلال انس جابر المركز الثاني، عالمياً، لم يجعلها تتعالى على أبناء شعبها، فقد ضربت أروع الأمثلة في حب الوطن والوفاء له في مختلف المحافل، من خلال عرض المضرب الخاص بها في مزاد رصدت ريعه لمكافحة جائحة كورونا، التي أنشبت أظفارها على مدار عامين وما زالت تداعياتها وآثارها حاضرة حتى اللحظة.
مسيرة انس جابر المظفرة تحققت بكوادر تدريبية محلية فمدربها عصام الجلالي تونسي الجنسية وزوجها كريم كمون هو المعد البدني، وقد رفضت الاستعانة بطاقم فني اجنبي حتى وهي تتسلق درجات سلم النجاح والمجد والشهرة، وأصرت على الإبقاء على طاقمها انتصاراً وتشجيعاً للكوادر والخبرات والكفاءات المحلية.