مشهدان نابضان بالمسؤولية من غزة
كتب محمود السقا- رام الله
مشهدان نابضان بالمعاني السامية والنبيلة، فرضا
حضورهما المكثف على المشهد الختامي في الموسم الكروي 2021 – 2022 في محافظات الوطن
الجنوبية، وربما سحبا البساط من تحت أقدام بطل الدوري الممتاز للموسم الثاني على
التوالي، شباب رفح، صاحب الأمجاد، والتاريخ الكروي المرصع بالألقاب والتيجان،
والتي تراكمت وتعاظمت وتطاولت حتى بلغت الرقم السابع عشر، وهو رقم يؤشر بوضوح الى
فرادة وتميز وقدرة مذهلة على إصابة النجاح.
المشهد الأول كان بطله جماهير خدمات رفح، وتجلى
ذلك من خلال مبادرتها الطيبة بالمشاركة في احتفالات الجار بالتتويج، وهي لفتة
جميلة ورائعة وذات أبعاد هائلة ولا يُبادر باتجاهها الا أصحاب النفوس الكبيرة،
والتفكير الصحي، ولا شك ان مبادرة طيبة من هذا القبيل سيكون لها كبير الأثر وعظيمه
في نفوس الناشئة، وهي أغلى ما نملك، وحبذا لو أنها تحظى بتكريم خاص من اتحاد
الكرة، وان يتم البناء عليها بحيث تصبح اسلوباً ونهجاً يفرض حضوره ليس فقط على
الأُسرة الكروية بل يتعدى الأمر ذلك ليشمل نسيج الحركة الرياضية برمتها، فحيازة
الألقاب وبذل قصارى الجهد من أجل حصدها مُهم، لكن الأهم أن نبني أجيالاً يترسخ في
يقينها ووجدانها الاحتكام الى لغة التنافس الشريف الخالي، تماماً، من التعصب.
المشهد الثاني، الذي فرض حضوره لا يخرج، ابداً،
عن الانتصار لمنطق اللعب النظيف، بعيداً عن تمرير وتفويت اللقاءات مثلما حصل في
محافظات الوطن الشمالية، حينما تم تفويت بعض اللقاءات، ومن جديد فإن فريق خدمات
رفح قدم أوراق اعتماده كفريق كبير الهمّة ويلعب بشرف ومسؤولية حتى وان كان خارج
حسابات التتويج، عندما خرج متعادلاً مع اتحاد الشجاعية، وعلى نفس النهج سار هلال
غزة حينما لعب برجولة وتفانٍ وظل صامداً في وجه "الزعيم" حتى الدقيقة
الـ 88 التي أعلنت عن ميلاد هدف التتويج.