"فدائي" جدير بالتسمية
كتب محمود السقا- رام الله
أنجز "فرسان الفدائي" المهمة الوطنية
الخالصة، باقتدار، عندما حققوا المُبتغى وحلّقوا، كما النسور التي تهوى الأعالي في
نهائيات بطولة أمم آسيا للمرة الثالثة على التوالي، وهو أمر يستحق الثناء والتقدير
والإشادة لكل مَنْ وقف خلف هذا الإنجاز الرفيع، وفي المقدمة اتحاد الكرة، بدءاً من
رأس الهرم، مروراً باللاعبين والطواقم الفنّية والإدارية، وانتهاءً بالكادر العامل
في المؤسسة.
عندما تتحقق الإنجازات، فإن أحداً لا يمكن أن يقفزَ
عنها او يسعى الى حجبها أو تحجيمها وتقزيمها، بل يسارع كل مخلص وموضوعي لامتداحها
والثناء عليها، وتعزيزها، وفي المقابل فإن أيَّ قصور قد يحدث، وهو أمر وارد، فإن
التبصير به والتوقُّف عنده ووضع الحلول والمقترحات المناسبة لمعالجته هو من صلب الواجبات
التي يضطلع بها الكُتّاب والصحافيون والرياضيون من دون تطرف او غلُوّ.
التكامل في العمل وتوزيع الأدوار واستقطاب
المواهب والكفاءات من كافة أجنحة الحركة الرياضية ينبغي أن يحتل الأولوية في تفكير
صانع القرار الرياضي، وهذا هو منطق الأشياء السويّة، ومن المهم السير على هذا
النهج الصحي، فليس كل مَنْ كتب منتقداً يُعتبر عدواً مبيناً، وفي تقديري أن الدافع
وراء ذلك لا يخرج عن الغيرة والرغبة في الوصول للأفضل.
بالأمس كان رجال "الفدائي" في قمة
حضورهم الذهني والبدني والفني، فكان من الطبيعي أن تتواصل انتصاراتهم بنفس الزخم
والوفرة في عدد الأهداف.
لقد صالح "الفدائي" جماهيره العاشقة
عندما ضرب شباك المنافسين عشر مرات، وهو بالمناسبة نفس عدد الأهداف التي نالت من
شباكه في بطولة كأس العرب بالدوحة، ما ترتب عليها غصّة استوطنت الحلقَ ولم تتبدَّد
إلا وفجر "الفدائي" يبزغ مُعلناً عن مستقبل أفترض أنه سينهض على إعادة
النظر في سياسات ونهج وبرامج وآليات قيادة الحركة الرياضية التماساً وطلباً
للفائدة، فالنجاح عند حدوثه يُحسب للقيادة الرياضية، والإخفاق، أو البقاء في دائرة
المراوحة، تتحمل تبعاته القيادة أيضاً.