هل لمستم الفرق ..؟
كتب محمود السقا- رام الله
لغة الانتصارات وإفرازاتها هي الحل السحري لكافة
الأزمات، التي تمسك بأعناق الحركة الرياضية الفلسطينية فتمنعها عن النهوض والتطور
والازدهار.
الإنجازات هي التي تستقطب الجماهير وتحضّها على
ارتياد الملاعب، على اختلاف منابتها ومشاربها، وهي التي تُحتم على القطاع الخاص،
وسائر مؤسسات المجتمع المحلي، أن تسارع إلى التفاعل، من خلال الرعايات وإثراء قطاع
التسويق.
لقد لاحظنا كيف أن "فدائي السلة"
استهل لقاءاته في التصفيات التمهيدية المؤهلة لنهائيات أمم آسيا 2025 بأعداد خجولة
من جماهير اللعبة مع أنها لا تقل في شعبيتها وجماهيريتها عن الكرة، هذا إذا لم
تتفوق عليها، خصوصاً في الحالة الفلسطينية، ذلك أن كرة السلة اكثر جماهيرية من كرة
القدم، وإذا أردتم التأكد والتثبت من ذلك فإن لغة الأرقام لا تكذب ولا تتجمل.
لقد انعكس الحال من النقيض إلى النقيض عندما
انجز فرسان كرة السلة الأبطال الفوز على العراق بواقع 91-81 لتغصّ مدرجات صالة
الجامعة العربية الأميركية بالحضور، وإذا سألتم عن السبب، فإنه لا يخرج عن فوز
"الفدائي" على العراق.
وفي تقديري لو أن منافسات البطولة جرت في مناطق
آهلة بالسكان مثل نابلس ورام الله وبيت لحم لكانت أعداد الجماهير تضاعفت أضعافاً
مضاعفة، لكن ماذا عسانا أن نقول غير أن نرفع أصواتنا مُذكّرين قيادة الحركة
الرياضية كي تلتفت لمشاريع البنى التحتية الخاصة بالألعاب الجماعية مثل كرة السلة
والطائرة واليد وخماسي الكرة إلى جانب الألعاب الفردية، فهل يُعقل، والحالة هذه،
أن فلسطين ما زالت تفتقر لمضمار أولمبي ومسبح أولمبي؟
نهضة الحركة الرياضية، بكافة تفرعاتها، تحتاج
إلى تكامل عناصرها بدءاً بالدعم المالي الطموح، مروراً بإعداد وصقل كوادر إدارية
وتدريبية وتحكيمية بمعايير ومقاييس صارمة، وانتهاءً ببنى تحتية متكاملة الأركان،
وغير ذلك، فإن أي إنجاز قد يتحقق سيكون عبارة عن طفرة، وليس مؤشراً لنهضة رياضية.