كتب محمود السقا- رام الله

المشاهد الحافلة بكل ما هو جميل وعظيم الشأن والقيمة والمنزلة والدلالات المذهلة، مارسها، قولاً وفعلاً، أبناء المدينة المقدسة، وسائر الشباب الفلسطيني في عموم الوطن، وهم يتصدون، كما الأسود الهصورة، بسواعدهم وصدورهم العارية لسوائب وقطعان المستوطنين المُنفلتين، خلال ما يُسمى بمسيرة الأعلام.
بالأمس كانت القدس تختال بشبابها النابض وفاءً وانتماءً وعطاءً وحيوية وحبّاً أزلياً ليؤكدوا بذلك ان مدينة البتول ستبقى عاصمة فلسطين مهما توحش الاحتلال في ممارساته وأساليبه ونهجه العدمي الظالم والمتعسف.
عَلَم الوطن الفلسطيني كان حاضراً، بقوة وزخم، في فضاء وسماء القدس، وكان حاضراً يُظلل هامات الشباب الشجعان، الذين اندفعوا، كما النهر المتدفق جرياناً، ليوجهوا رسائل عظيمة القيمة والرمزية للاحتلال ان القدس غالية وأنها تستحق التضحيات الجسام.
أعلام الوطن الفلسطيني المرفوعة بسواعد الشباب في كافة شوارع المدينة المقدسة وأحيائها وحاراتها وملاذاتها، تعزز في الأذهان أن ليل مدينة الأنبياء والرسل أجمعين لن يطول، وان انبلاج فجر الحرية والتخلص من الاحتلال الجائر قادم لا محالة، وان مصير ومآل الاحتلال الى زوال.
شباب القدس، الذين هبّوا هبّة بطولية متوقعة للدفاع عن اقصاها وهويتها العربية الخالصة ومكانتها الدينية والتاريخية، يستحقون الدعم والمساندة بكافة ألوانه وأشكاله، ويستحقون التفافتة فعلية وحقيقية من المستوى الرسمي، سياسياً ورياضيا وشبابياً وكشفياً، من خلال تخصيص برامج هادفة بحيث تلامس رغباتهم وأمانيهم، فمثلهم هو مَنْ يستحق ان يُقدم له الغالي والنفيس رداً على ما قدموه ويقدمونه وسيقدمونه بدافع الغيرة والوفاء والانتماء والحب الخالص، الذي يسكن قلوبهم وعقولهم وخلجات أفئدتهم.