قرار صادر عن الأوفياء
كتب محمود السقا- رام الله
ليس هناك ما هو أرقى وأنقى من لغة الوفاء، خصوصاً
عندما تتجلى بأرفع وأنصع صورها في المنعطفات، وفي تقديري أن أجمل صور الوفاء
مارستها، قولاً وفعلاً وسلوكاً، جماهير شباب الخليل، الواسعة والعريضة، وتم
التعبير عنها بالتمسك برئيس النادي مثقال الجعبري، والإصرار على إبقائه خلف عجلة
قيادة عميد المحافظات الشمالية في الوطن الفلسطيني، وهذا ما عبّر عنه محمد نيروخ،
وهو واحد من بين مئات، بل آلاف الخلصاء لشباب الخليل، فكتب يقول على مواقع التواصل
الاجتماعي، وتحديداً "فيس بوك" وأقتبس، هنا، واحدة من عباراته..
"الريس أبو علاء، يقصد بالطبع مثقال الجعبري: غير مسموح لك بأن تترك قيادة
السفينة، وهذا قرار صدر عن كل الأوفياء من أبناء "عميد العمداء".
هذه الثقة النقية لم تأتِ، أبداً، من فراغ، ولا
شأن لها بمنطق المجاملات، بقدر ما هي شعور صادق وأصيل له أسبابه ودوافعه، ويقف على
رأسها أن هناك قناعة راسخة بأن رأس هرم شباب الخليل الإداري هو الجدير بالبقاء على
رأس هذه المؤسسة، لأنها شهدت في ظل إدارته وقيادته إنجازات ملموسة وواقعية، وليست
هلامية، ولعل أبرزها عودة "العميد" إلى سابق عهده مصطفاً في مقدمة ركب
الكرة الفلسطينية، من خلال تتويج فريق الشباب بدوري المحترفين للمرة الثانية على
التوالي.
صحيح أن الشباب لم يحالفه التوفيق في منافسات
كأس الاتحاد الآسيوي، من خلال تلقيه ثلاث خسائر من بينها اثنتان كاسحتان أمام ظفار
العُماني والرفاع الغربي البحريني، إلا أن ذلك لا يعني، بالمطلق، القفز من زورق
"العميد" وتركه يغرق، لا قدر الله، فعالم الكرة هو عبارة عن فوز وخسارة،
ثم إن الضربة التي لا تميت فحتماً أنها تحيي، هكذا تقول أمثالنا.