ظاهرة إيجابية تحتاج لاستثمار
كتب محمود السقا- رام الله
المشهد الجماهيري الحاشد، الذي تجلى بأبهى وأروع
صوره المثيرة والمُحفزة كان مسرحه ملعب بلدية رفح، فالمدرج اليتيم امتلأ عن بكرة
أبيه، ولو كان هناك المزيد من المدرجات، التي تلفّ الملعب لكانت غصّت بمواكب عشاق
الكرة ومحبيها، وما أكثرهم في محافظات الوطن الجنوبية.
العرس الجماهيري، الممتع والشيق، جمع فريقي
شباب رفح، صاحب الأرض والسواد الأعظم من الجماهير، واتحاد خان يونس، ضمن منافسات
الدوري الممتاز في مرحلته السابعة عشرة، والتي شهدت انقلاباً أبيض في ربوع القمة
لصالح أصحاب الضيافة ليعتلوا صهوة الصدارة وليؤكدوا أن في جعبة الأزرق الرفحي
الكثير من العناصر التي من شأنها أن تدفع باتجاه تبوّء القمة بجدارة واستحقاق.
فنياً لم أشاهد تفاصيل اللقاء، لكن يُحسب
للزملاء والصحافيين في محافظات الوطن الجنوبية أنهم يرصدون كل صغيرة وكبيرة
بعدساتهم وحبر أقلامهم، وفي تقديري بمبادرات شخصية ليعززوا في الأذهان أنهم أحد
أهم وأبرز روافع النجاح في إنجاز المسابقات الرسمية الاتحادية، التي عادة ما تحظى
بزخم ومتابعة جماهيرية لم تفاجئني، شخصياً، لأنني على يقين أن جماهير الكرة وسواها
في قطاع غزة مسكونة بحب الرياضة، عموماً، وكرة القدم على وجه الخصوص.
هل أبالغ عندما أذهب إلى حد
القول: إن جماهير الكرة في قطاع غزة تسبق بمسافات واسعة مثيلاتها في الضفة الغربية
من حيث الكمّ والعشق الجنوني؟
لا أرى في ذلك مبالغة أو تهويلاً أو مجاملة،
لكن السؤال الذي يفرض حضوره المكثف يقول: طالما أن أهم عنصر متوفر وحاضر وهو الإقبال
الجماهيري فلماذا لا يتم التفكير بتطوير المسابقات الرسمية وعلى رأسها الدوري
الممتاز؟
هل ترك الأمور من دون استثمار ناشئ عن غياب
الكوادر والكفاءات والمواهب، التي وحدها القادرة على التطوير والنهوض عبر آليات
وأساليب بناءة وعملية؟