سُفراء السعادة
كتب محمود السقا- رام الله
لغة ومنطق الانتصارات وتحقيق الإنجازات هي وحدها
التي تحظى بالتفاعل والاحترام والتقدير والحفاوة الجماهيرية، وغير ذلك فهي مجرد
تبريرات ومسوغات لا تحظى، أبداً، بالقبول والرضا لأنها لا تنطلي على احد.
التونسية أنس جابر بطلة عالمية في لعبة التنس
الأرضي، وقد ظفرت، في وقت سابق، بلقب بطولة مدريد الدولية، وهو أول إنجاز دولي
رفيع الشأن والقيمة والمنزلة في مشوارها، وأنجزته في أعقاب فوزها في النهائي على
حساب الأميركية "جيسكا بيغولا".
إنجاز انس جابر قوبل بالحفاوة
والثناء والإطراء من جانب الشعب التونسي، بكافة ألوانه وأطيافه لدرجة أن هناك
شريحة واسعة طالبت باستحداث وزارة للسعادة في الحكومة التونسية القادمة على أن
تتولى حقيبتها البطلة العالمية انس جابر، لأنها جلبت السعادة الخالصة لأبناء شعبها
في ظل أزمة سياسية واقتصادية خانقة تعصف بالبلاد منذ فترة ليست بالقصيرة.
انس جابر، بإنجازها الدولي المرموق، هو الذي
رسم البهجة والسعادة والحبور على وجوه وشفاه التوانسة، مجتمعين، واكد أن مثل هؤلاء
الأبطال هم وحدهم الذين يجددون الأمل ويُرسخون الثقة في نفوس شعبهم بأن الوطن سوف
ينهض ويسمو بالأفعال والإنجازات وليس بالكلام المُرسل والمُنمق والأقرب إلى
الإنشائي منه إلى الواقع.
في الوطن الفلسطيني، الذي هو بأمس الحاجة
لمعانقة الإنجازات وجلب الانتصارات في المنافسات والمنابر الدولية، سار الرباع
اليافع محمد حمادة على نهج انس جابر عندما أهدى أبناء شعبه ميداليتين في بطولة كأس
العالم للناشئين، التي اختتمت في اليونان في وقت سابق، إحداها ذهبية والأخرى
برونزية ليؤكد هذا الإنجاز الرفيع أن الشعب الفلسطيني العظيم، بقضه وقضيضه بشبابه
ورياضييه وشيوخه ونسائه وأطفاله، قادر على العطاء والإبداع والتميز شريطة توفير
الدعم والاحتياجات الطموحة ولا أقول الخجولة.