موقعة سيخلّدها التاريخ
كتب محمود السقا- رام الله
"الدفاع القوي يُحقق البطولات"، هذه الفلسفة نحتها واحد من بين أعظم مدربي الكرة في العالم، "السير اليكس فيرغسون"، مدرب مانشستر يونايتد الإنكليزي وصانع أمجاده الغابرة فقد توج معه بـ 38 لقباً على مدار 27 عاماً، وهو يجلس على رأس العارضة الفنية.
استحضر هذه المعلومات كي أدلل على أن دفاع ريال مدريد كان في حال بائس ويرثى له، فكان من الطبيعي أن تغري هذه الثغرة البادية للعيان مدرب "المان سيتي" "غوارديولا"، فلم تتردد حرابه المتوهجة.. رياض محرز وجيسوس وفيل فودين ورحيم سترلينغ في التلاعب بدفاع "الملكي" لا سيما كارفخال ومليتاو والنفاذ إلى مرمى "كورتوا"، الذي لم يكن محصناً، فعصفوا به على جناح السرعة، فكان من الطبيعي أن تدب الفوضى والارتباك في صفوف "الريال"، ومن أمامهم المدرب "أنشيلوتي"، الذي اعترف في المؤتمر الصحافي أن أجواء الحيرة والصدمة استبدت به لبرهة من الوقت قبل أن يعود لوضعه الطبيعي بعودة "الريال" واستفاقته بعد الدقيقة الثلاثين.
سوء أداء دفاع "الملكي"، ازداد جراء عدم قدرة "كروس" القيام بالدور الذي كان يجسده بنجاح "كاسيمرو" لاعب الارتكاز الغائب، فبدا المخضرم الألماني وكأنه عبء على فريقه بدليل انه تسبب في الهدف الرابع عندما ارتكب خطأ غير مبرر على حافة الصندوق، فاعتقد مدافعو "الريال" أن الحكم سوف يحتسب الخطأ فتلكؤوا في إخراج الكرة، لكن الحكم أشار إلى استمرار اللعب، فضُرب مرمى "كورتوا" بالهدف الرابع.
دفاع "المان سيتي" لم يكن افضل حالاً من دفاع "الريال" مع تسليمي بغياب الظهيرين: "وولكر" و"كانسلو".
تغييرات "أنشيلوتي" أعادت الحضور لـ"الريال" خصوصاً عندما زج باللاعب "كامافينجا"، الذي كان يُفترض الاستعانة به منذ البداية كبديل مناسب لكاسيمرو، لأنه يلعب في نفس المركز.
تبقى ملاحظة وهي أن وجود لاعب كبير ومتوهج ويعرف كيف يتمركز مثل كريم بنزيمة هو الذي حفظ ماء الوجه للريال.