كتب محمود السقا- رام الله

في أعقاب كل محفل كروي ذي طابع تنافسي، بحيث يتقرر على ضوئه مصير المنتخبات والفرق النادوية، وهل حققت المطلوب أم أنها أخفقت؟ خصوصاً أن الأمور تقاس بالخواتيم فإذا تكللت بالإنجازات، فإن الثناء والتقدير والإشادة تصبح واجباً ومستحقاً ولا بد منها، وإذا حدث العكس، فإن ترك "الجمل بما حمل" يكون الخيار، الذي لا بد منه لدى البعض القليل.
في أعقاب انتهاء التصفيات المؤهلة للمونديال القطري 2022، التي أسدلت ستائرها بتأهل تسعة وعشرين منتخباً من اصل اثنين وثلاثين منتخباً، فإن هناك رؤوساً طارت، إما بإرادتها الطوعية أو بضغط جماهيري واسع النطاق.
من بين الرؤوس التي طارت، طوعاً، ودون تردد، رئيس اتحاد الكرة الجزائري، شرف الدين عمارة، الذي سارع إلى تقديم استقالته في أعقاب إخفاق منتخب بلاده بالتأهل للمونديال الكوني اثر خسارته بهدفين مقابل هدف، على ارضه ووسط جماهيره أمام الكاميرون، وهي المرة الأولى في تاريخ منتخب "محاربي الصحراء" التي يخسر في ملعب البليدة على وجه التحديد.
من محاسن الحركة الرياضية، بكافة ألوانها ومكوناتها، أن هامش المناورة فيها محدود للغاية، لأنها تنهض على لغة النتائج والانتصارات والإنجازات، فإذا تحققت الإنجازات، فإن ذلك معناه أن الأمور تسير على خير ما يرام، وان هناك فكراً وتخطيطاً واستراتيجيات ورؤى، وغير ذلك، فإن هناك قصوراً وإخفاقات وقلة حيلة يلمسها القاصي قبل الداني، وأن المواظبة على تبريرها وتسويغها لن يطول بها المقام مهما بلغت براعة صاحبها، لأن ما يهم الجماهير تحقيق المكاسب والتي تتأتى عبر قنوات الانتصارات.