كتب محمود السقا- رام الله

هل ثمّة فوارق في المستوى بين الكرة في المحافظات الشمالية والجنوبية؟
هذا السؤال فرض حضوره المكثف على هذه المساحة في أعقاب النتيجة الكبرى، التي انجزها فريق جبل المكبر على حساب نظيره شباب رفح، ضمن منافسات المربع الذهبي، وانتهى اللقاء، كما هو معلوم، بخماسية مقابل هدف رد الاعتبار.
النتيجة مؤشر دقيق على وجود فوارق شاسعة، وبالطبع لصالح كرة المحافظات الشمالية، وهو أمر متوقع بالنظر لعدة اعتبارات منطقية لعل أبرزها توفر الإمكانات المادية لدى العديد من الفرق بفضل علاقاتها وقدرتها على بناء جسور التواصل مع مؤسسات القطاع الخاص ورجال الأعمال، ويبرز هنا فرق: شباب الخليل وهلال القدس وجبل المكبر ومركز بلاطة.
الدعم الرسمي، وعلى وجه الخصوص المقدم من اتحاد الكرة، فهو على نفس السويّة تقريباً، سواء تعلق الامر بفرق المحترفين في المحافظات الشمالية ام الدوري الممتاز في محافظات الوطن الجنوبية.
الدعم الموحد، وربما المتكافئ، بين الفرق الكروية في عموم الوطن من الاهمية والضرورة ان يتم رفع سقوفه وأرقامه، وان لا يبقى محدوداً، وأقرب إلى الشّح، بدليل أن كافة الفرق تعاني وتصرخ بأعلى صوتها بسبب غياب الدعم الرسمي الحكومي عبر قنوات المجلس الأعلى للشباب والرياضة.
في سنوات خَلَت كانت الكرة الغزيّة افضل حالاً وشأناً وحيوية من توأمها في الضفة الغربية، وكانت معظم عناصر "الفدائي" من محافظات الوطن الجنوبية، نظراً لوجود مواهب، وعشق للكرة، وكان يتم التعبير عنه بامتلاء المدرجات، لكن الحال تغير، لأن الاحتلال الجائر ضرب حصاراً خانقاً على القطاع فمالت كفّة الأفضلية لصالح فرق المحافظات الشمالية نظراً لانتظام المسابقات الرسمية، وقدرة العديد منها على استقطاب أفضل المواهب والكفاءات، أكانت من فلسطين التاريخية أم قطاع غزة.