صهيوني متعصب
كتب محمود السقا- رام الله
لن يكون مالك نادي تشلسي الإنكليزي "رومان إبراموفيتش" آخر ضحايا الحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت شرارتها، يوم الخميس الفائت، بل إن سلسلة الضحايا سوف يتم الإعلان عنها تباعاً، وقد بدأت إرهاصاتها بإلغاء إقامة نهائي دوري أبطال أوروبا في مدينة "سان بطرسبيرغ" الروسية، وامتناع منتخبي بولندا والسويد اللعب مع المنتخب الروسي في التصفيات المؤهلة للمونديال القطري نهاية العام الجاري.
إبراموفيتش صهيوني متعصب، ويدعم الاستيطان اللاشرعي في فلسطين المحتلة بضخ ملايين الدولارات، وهو ملياردير ومقرب جداً من الرئيس الروسي بوتين، وقد جمع ثروته من النفط، وانفق ما يقارب ملياري جنيه استرليني في نادي تشلسي منذ أن استحوذ عليه العام 2003.
وظل موضع ترحيب وحفاوة في بلاد الإنكليز، رغم شبهات الفساد وشراء الذمم التي كانت وما زالت تحوم حوله، حتى تورطت روسيا بمطاردة وتصفية المعارضين للرئيس بوتين المتواجدين في بريطانيا، ومحاولة تسميمهم، فتم إبلاغ ابراموفيتش انه غير مرغوب به في إنكلترا فغادر العام 2018، وترك إدارة النادي لمساعديه.
ولأنه من ابرز الداعمين والممولين للاستيطان، ولأنه يهودي الديانة، فقد سارعت دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى منحه الجنسية، ما سهل من عودته السريعة لبريطانيا كحامل للجنسية الاسرائيلية وليست الروسية، واستأنف نشاطه كمواطن يهودي دون أن يتعرض له احد أو يضايقه ويشكك في أنشطته رغم أن عضواً في مجلس العموم البريطاني طالب بإيقافه والتحقيق معه في وقت سابق، لكن لم يُحرك ذلك ساكناً وظل ابراموفيتش بعيداً عن المساءلة أو الملاحقة حتى انفجرت الحرب الروسية – الأوكرانية فأعيد ملفه للتداول، وهو ما دفعه لمغادرة بلاد الإنكليز، وعَهِد لمجلس أمناء بتسيير دفّة النادي حتى تنجلي الأمور، وينقشع ضباب الحرب الضروس بين روسيا وجارتها أوكرانيا.